لقد كانت الدولة العثمانية قوة عظمى عبر القرون، ولكنها انهارت في نهاية المطاف بعد حرب عالمية دامت قرن تقريبًا. هذا التحول الكبير يمكن ربطه بمجموعة متنوعة من الأسباب التي تشمل الداخل والخارج للدولة.
في الجانب الخارجي، تعد الحرب العالمية الأولى أحد أهم عوامل الانهيار. دخلت الإمبراطورية العثمانية هذه الحرب إلى جانب القوى المركزية ضد الحلفاء، مما أدخل البلاد في مواجهة مباشرة مع القوى الأوروبية الأكثر تقدمًا تكنولوجيًا وعسكريًا. النصر النهائي للحلفاء ترك الإمبراطورية ضعيفة ومقسمة.
داخليا، ظهرت مشاكل عديدة خلال القرن التاسع عشر والتي ساهمت بشكل كبير في ضعف الدولة. أولاً، كان هناك عدم الاستقرار السياسي المستمر بسبب تحديات الحكم الشامل للإمبراطورية المترامية الأطراف. ثانيًا، بدأت عملية التحديث غير الناجحة والتي أخرت تقدُّم المؤسسات الحديثة مقارنة بالأمم الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، استمرت المشكلات الاقتصادية مثل البطالة والإنتاج الزراعي المنخفض في التأثير على المجتمع.
كما لعبت الثورة الوطنية والحركات الانفصالية دورًا رئيسيًا أيضًا. شعوب مختلفة داخل الإمبراطورية بدأوا يسعون للاستقلال، بما في ذلك الشعوب العربية، اليونانية، الصربية وغيرها. وأدى ذلك إلى خسارة العديد من المناطق الهامة بالنسبة للإمبراطورية.
وأخيراً، فإن السياسات الداخلية الخاطئة والفساد الحكومي أسهموا أيضاً في سرعة سقوط الدولة العثمانية. فقد فشلت الحكومة في التعامل الفعال مع الاحتياجات المتزايدة للمواطنين وبقيت متمسكة بنظام قديم لم يعد يعمل بكفاءة.
هذه كلها جوانب مهمة تساهم في فهم سبب انهيار واحدة من أقوى الدول في تاريخ العالم الإسلامي والعالم ككل.