السيدة خديجة: الدعم الأمين للنبى محمد صلى الله عليه وسلم فى وجه الاختبارات والصعوبات

تمركزت حياة السيدة خديجة رضي الله عنها حول دعم وسند زوجها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة خلال الفترات الحرجة والتحديات الصعبة التي واجهتها الدعوة

تمركزت حياة السيدة خديجة رضي الله عنها حول دعم وسند زوجها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، خاصة خلال الفترات الحرجة والتحديات الصعبة التي واجهتها الدعوة الإسلامية الوليدة. فقد كانت مثالاً للصفاء والثبات والوفاء، مما جعلها واحدة من أكثر الشخصيات تأثيراً وداعماً للنبي الكريم.

ولدت السيدة خديجة رضي الله عنها في مكة المكرمة في العام الثامن والستين قبل الهجرة، وكانت تتقدم النبى صلى الله عليه وسلم بخمس عشرة سنة تقريبًا عند زواجهما. ومع ذلك، فإن فارق السن لم يكن مانعا أمام ارتباطهما الروحاني العميق والمحبّة المتبادلة بينهما. وقد أثبت هذا الاتحاد قوة وصلابة روحانية نادرة، خاصة أثناء المواجهة الإعلامية والدينية العنيفة التي شهدتها المدينة المنورة تحت حكم قريش.

ومن أبرز اللحظات التاريخية حين أمرت قريش بحصار قبيلة بني هاشم، وهو ما أدى إلى فرض ضغط اقتصادي ونفسي خانق على المسلمين المقيمين هناك. ولكن رغم كل تلك المصاعب، ظلت السيدة خديجة تشكل مصدر عزاء وروحية للإمام محمد صلى الله عليه وسلم وصمام تنفيس للحزن والألم الناجم عن تلك المعاناة المريرة. حتى أنه وفقا للأحاديث الواردة عن أبي هريرة رضي الله عنه، حين جاء إليها جبريل عليه السلام يحمل رسالة سلام من الرب ومحمد صلى الله عليه وسلم، بشرها بزيارة مثالية في جنات الخلد تعويضا على تحملاتها وتعذيباتها الهائلة خلال فترة الحصار.

كما يلعب دور العمل التجاري للسيده خديجة دورا مهما أيضا في قصة حياتها وحياتها الزوجيه المشتركه مع النبي. إذ كانت تقوم بتنظيم رحلات تجارية منتظمة نحو مدينة حمص لترويج أعمالها التجارية وتوفير رزق مناسب للعائلة الجديدة. وفي إحدى هذة الرحلات التجارية المنتظمه، وفى طريق عودتهم الي مكه المكرمه قادمون من بسورى ، اكتشف المسافرون قائدهم محمّد صلى الله عليه وسلم –آنذاك – بأنه رجل ذو ثقه واحترام وشرف وحكمة كبيرة فيما يتعلق بالأعمال التجارية . وعلى الرغم مِن كون هذه الفرصة الاقتصادية مهمة للغاية بالنسبة لعائلتها الصغيرة آنذاك ، إلا أنها اختارت استخدام اموال الرحلة الاخيره لتحقيق هدف اعظم ؛ اي نشر التوحيد الاسلامي والرباط بالعقاب اللي بيقدمه الدين الجديد . علاوة علي ذلك, فان استثمارها لابن العبد سيد الضرائب وزيد بن حراثة كجزء من عقد ازدهارهما المهني دليل آخر علی إقرارها بالأثر المستقبلي الكبير لدعوتـه , الأمر الذي دفع بجيرانهم أقوام قريش لإعلان الحرب المعلنة ضد شخصيته وطموحاته السياسية والنبوية الطموحة أيضًا ! لذلك يمكن اعتبار سلوكيتها العملية جزء اساسي يساهم باستمرار نجاح مجتمع صحبه يوم القيامة وخلفائه اللاحقين لاحقا كذلك .. وهذا يؤكد مجددآ قدرتها الاستراتيجية الرائعة وتمسكها الراسخ برسالتها الأخلاقية والدينية الخالصة داخل بيت صغير ومتواضع لكنه مليئ بالمحبة والحنان والحكمة الغزيره ...


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات