في رحلتنا عبر زمن العمر، نجد أن لكل لحظة ثقلها ووزنها الخاص؛ لأن الزمن هو العمود الفقري للحياة وهو الثروة الحقيقية التي لا تُقدر بثمن. إن الوقت كنز ثمين يمر مرة واحدة فقط ولا يعود أبدا، لذلك فإن إدارته واستخدامه بحكمة يعد عاملا رئيسيا لتحقيق الأهداف والسعادة الروحية والعيش حياة مُرضية.
إن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال "أنفقوا في سبيل الله ولا تبخسوا الأنفس وأنتم تعلمون"، وهذا الحديث الشريف يشير إلى أهمية استخدام وقتنا بشكل فعال وبناء بدلاً من تبديده فيما لا ينفع. فعندما ندخر جهودنا ونستغل مواهبنا وطاقاتنا في الأمور التي تقربنا من رضا الرب وتنمي شخصيتنا، فإن ذلك يُعتبر استثمارا حقيقا لقيمتنا الذاتية وللحياة نفسها.
العبرة ليست بكمية السنوات التي نعيشها ولكن بكيفية استخدام هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبياً أمام خالق قدرتها وحده سبحانه وتعالى. فكما جاء في القرآن الكريم "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"، يدعونا للتطور المعرفي المستمر والاستزادة من العلوم النافعة والمعارف المفيدة والتي تساعدنا على فهم مكاننا في هذا العالم وما هو دورنا فيه.
وفي المقابل، فإن تضييع الوقت بلا هدف أو غاية سيئة له تداعيات خطيرة للغاية. فقد ذكر رسول الرحمة ذات يوم أنه إذا لم يستخدم الإنسان وقته فيما يحب الله لن يجده حين حاجته إليه -وهذه العقوبة هي الضلال عن الطريق القويم وخيبة الأمل والحزن بعد الموت-. بالتالي، دعونا نفكر مليًا قبل اتخاذ قرار بشأن كيفية تصرف كل دقيقة تمر بنا سواء كانت يقظين أم نيام!
ختاماً، يجب إدراك بأن عمر الانسان محدد ويجب تقديره حق التقدير بكل ذرة منه بدون تهويل للأحداث اليومية الصغيرة وكذلك عدم التقليل منها أيضًا حسب مصالح الدين والدنيوية معًا وفق ضوابط الشرع الإسلامي الخالص. وهكذا تنهاه القلوب نحو الطاعة والإخلاص والإنتاج العلمي والفكري والثقافي الإيجابي دائما وأبدآ بإذن الله تعالى مهما اختلفت الرتب والأعمار بين البشر جميعا طالما هم متبعين لسنة خير البرية سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله أجمعين.