تعد سورة البقرة من أطول سور القرآن الكريم وأعظمها منزلة، حيث تشتمل على العديد من الأحكام الشرعية والقصص التاريخية التي تهدف إلى هداية الناس وتوجيههم نحو طريق الحق. تتكون السورة من مقدمة وأربعة مقاصد وخاتمة، وتتناول موضوعات متنوعة مثل دعوة الناس إلى الإسلام، ودعوة أهل الكتاب، وشرح شرائع الدين، وذكر الوازع الديني.
تبدأ السورة بحروف مقطعة (الم) التي تحمل حكمة ومغزى، ثم تؤكد على أن القرآن الكريم هو الهداية للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة وينفقون مما رزقهم الله. ثم تتناول السورة قصة آدم عليه السلام كنموذج للخليفة الأول، وقصة بني إسرائيل كنموذج للخليفة الثاني الذين عصوا الله رغم تكليفه إياهم، وقصة إبراهيم عليه السلام كنموذج للخليفة الثالث الذي أطاع الله تمام الطاعة.
وفي الجزء الثاني من السورة، نجد أحكامًا وتشريعات متنوعة مثل أحكام الصلاة والصيام والأسرة، وتحريم القتل والربا والزنا، بالإضافة إلى أحكام الدين والإنفاق. كما تذكر السورة قصة بقرة بني إسرائيل التي تحمل إشارة إلى وجوب المسارعة في تطبيق شرع الله وعدم التلكؤ فيه.
وفي خاتمة السورة، تتعرض لآية تخيف الصحابة وتجعلهم يبكون خوفًا وهلعًا، لكن النبي صلى الله عليه وسلم يطمئنهم بأن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ويحثهم على الاستجابة لأوامر الله وطاعته.
بهذا، تبرز سورة البقرة أهمية الإيمان بالغيب، والعمل الصالح، والامتثال لأوامر الله، وتقدم نماذج مختلفة من الخلفاء في الأرض لتكون عبرة للمؤمنين.
