الحمد لله الذي هدانا للإسلام، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
تعد سنة الظهر الرباعية من السنن المؤكدة في الإسلام، والتي لها فضل عظيم وثواب كبير. وقد وردت أحاديث نبوية عديدة تشير إلى أهميتها، منها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى قبل الظهر أربعًا، وبعدها أربعًا، حرمه الله على النار". (رواه الترمذي)
تختلف آراء العلماء في كيفية أداء هذه السنة الرباعية، ولكن الأفضل والأكثر اتباعًا هو أدائها مثنى مثنى، أي ركعتين ركعتين. فقد روى أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر أربعًا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة.
ومع ذلك، يجوز للمسلم أن يصلي هذه السنة الرباعية متصلة بسلام واحد، كما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يتطوع بالنهار أربعًا لا يفصل بينهن. وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري أن هذا الأسلوب لا يخل بالسنّة، وأن من صلى أربعًا متصلة بسلام واحد فهو على خير.
ومن المهم أن نلاحظ أن قراءة السورة بعد الفاتحة في الركعة الثالثة والرابعة جائزة لمن صلى أربعًا متصلة بسلام واحد، كما ذكرنا سابقًا.
وفيما يتعلق بالدعاء في هذه السنة الرباعية، فإن أفضل وقت للدعاء هو بين الأذان والإقامة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة". (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن خزيمة)
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا لأداء هذه السنة الرباعية على الوجه الأكمل، وأن يجعلنا من المحسنين. والله أعلم.