- صاحب المنشور: الحسين الصيادي
ملخص النقاش:
## تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب العربي: دراسة تحليلية
تُعدّ وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب اليوم؛ حيث توفر هذه المنصات مجموعة واسعة من الخدمات التي تسهل الاتصال والتفاعل بين الأفراد حول العالم. ومع ذلك، فإن الاستخدام المكثف لهذه الوسائل قد يؤدي إلى آثار صحية نفسية ضارة لدى الفئة الشابة العربية. تهدف هذه الدراسة التحليلية إلى استكشاف العلاقة بين استخدام الشبكات الاجتماعية والصحة النفسية لجيل الشباب العربي. سنناقش خلالها التأثيرات المحتملة على احترام الذات، والاكتئاب، والقلق، بالإضافة لتقديم توصيات لتحقيق توازن صحي واستخدام فعال لهذه التقنيات الحديثة.
مقاييس القلق والاكتئاب المرتبطة باستعمال الإنترنت
تظهر الأبحاث وجود علاقة قوية بين عدد ساعات الانغماس المستمر أمام شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وبين ارتفاع معدلات شعور المستخدمين بالقلق والاكتئاب وفقاً لمقياس BDI-II الشهير الذي يقيم مستوى الاكتئاب ومقياس GAD لأعراض القلق. تشير الإحصائيات المتاحة بأن نحو %33 من مستخدمي شبكة التواصل العالمية يعانون اضطرابات قلق وانفعالية بسبب تجاربهم عبر المنصات الرقمية المختلفة. كما ترتبط مدة الجلسات الطويلة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بتراجع مشاعر الثقة بالنفس واحتقار الذات والسعي الدائم لإرضاء الآخرين مما يستوجب وضع حدود واضحة لفترة الانتظام المعتمدة للحفاظ علي قدر معقول من التواجد الافتراضي حتي يتمكن المرء من تحقيق حالة صحيه نفـسيه متوازنة بعيدا تماما عما يشهده الواقع الكتروني قد يشكل تهديد مباشر لقواعد تنظيم حياتنا الروحية والجسدية.
المقارنة الثقافية والعوامل البيئية المؤثرة
من الجدير بالملاحظة أن السياقات الثقافية تلعب دور هام فيما يتعلق بهذا الموضوع إذْ إن بعض البلدان ذات مجتمعاتها المحافظة تعاني بشدة جرّاء الضغط المجتمعي الناجم عن رقمنة الحياة الشخصية وانتشار صور الملابس الغربية والاختلاط غير الأخلاقي وغيرها الكثير ممّا يغذي الشعور بعدم الراحة الداخلية والإضرار بمستوى تقدير الشخص لنفسه وقد وصف البروفيسور الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الخاطر في بحث نشره عام ٢٠١٩ تحت عنوان "إدمان الإعلام الجديد بين النظرية والممارسة" بأن تلك الحالة المرضية تعتبر ظاهرة جديدة نسبياً وأن انتشارها كان مكلف للغاية بالنسبة للمجتمع الصحى العام وذلك نظرًا لما تتمتع به هذه الظروف الحاضرة من طبيعته المعاصرة والتي تمر بحالة تغييرات وتبديلات ديناميكية واجتماعية وفكرية أيضا . وفي هذا الصدد تم اقتراح برنامج علاج شامل لمساعدة هؤلاء المصابين بإدمان الشاشة وإعادة توجيه اهتمامتهم نحو نمط أكثر صحة وانتماء لحقيقة واقعهم المحيط بهم عوضاً عمّا هو وهم ليس له أساس ثابت. فمثال واضح لذلك يمكن رؤيتِه بالمملكة العربية السعودية حين قام المجلس الوطني لعلم الاجتماع برعاية حملة وطنية هدفها الأساسي توعية الجمهور بشأن مخاطر إدمان الإنترنت وبيان ارتباطه مباشرة بالإصابة باضطراب الوسواس القهري وكذا مرض ثنائي القطب وصعوبات التعامل المعرفي والنفسيا كذلك الأمر.
نصائح عملية للتخفيف من الآثار السلبية
- وضع جدول زمني: حدد وقتًا محددًا يوميًا للوصول إلى حساباتك على مواقع التواصل حتى تتجنب الوقوع فريسة للإدمان العقلي للجهاز وتشعر براحة أكبر عقب انتهاء وقت عملك الرسمي أو دروسك الأكاديمية الخاصة بك أيضًا.
2.التواصل خارج عالم الأنترنت: خصص جانب كبير من وقادتك للاسترخاء برفقه الأقارب والأصدقاء القدامي الذين تربطكم روابط صداقة حميمة منذ سنوات طويلة كي تساعد بذلك على بناء نظام اجتماعى داعم يدعم تماسك العلاقات الإنسانية الطبيعية والسلوكيات المنتجة بلا شك!
3.تنويع مصادر الترفيه: اختر طرق مختلفة للتسلية مثل الرياضة والقراءة والدراسات العلميه وما شابه ذالك لأنها تساهم بشكل فعَّال فى تقليل حاجتك للنفاذ الي الشبكه العنكبوتية بصورة دائمة بل وستلاحظ الفرق الكبير