في رحاب الدين الإسلامي، يعد الظلم أحد أبرز المعوقات التي يمكن أن تواجه الإنسان في حياته اليومية. وقد حذر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بشدة من مغبة الوقوع تحت وطأة هذا البلاء الخطير، مؤكدتين على خطورة ارتكابه والعواقب الوخيمة التي ينتج عنها. ومع ذلك، يعطي الدين الإسلامي الأمل للأفراد الذين تعرضوا للظلم، وذلك عبر تقديم مجموعة متنوعة من الأدعية التي ترفع الصوت إلى الله سبحانه وتعالى طلبًا للنصر والتوجيه والتأييد.
الدعاء هو مفتاح الرحمة، وهو الوسيلة الأقوى للتعبير عن الألم الروحي والإفصاح عن الاحتجاج لله عز وجل. وفي مواجهة الظلم، يشكل الدعاء ملجأ للمظلوم، طريق نحو تحقيق العدالة الإلهية الثابتة. إن كون المرء مظلوما يعني أنه يحمي نفسه ببركة والدفاع عن حقوقه الشرعية والأخلاقية، لكنه أيضًا يضع نفسه تحت حماية الله الواحد القهار، والذي وعد برد الحق لأصحابه مهما تأخر الزمان.
وفي هذا السياق، هناك العديد من الأدعية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية والتي يستطيع الأفراد استخدامها أثناء مواجهتهم للظلم:
- "حسبنا الله ونعم الوكيل" (التوبة/ ١٢٩): هذه الآية تعكس اليقين الراسخ بأن الاعتماد الوحيد والصحيح يكمن فقط في توكلك على الخالق جل وعلى، فهو حسبكم وكافيكم بكل خير.
- "رب انصرني على القوم المفسدين" (الأعراف /١١٤) : يشجع هذا الدعاء الفرد على رفع صوته مباشرة الى الرب طالبًا الانتصار على أولئك الذين يسعون لتدمير الحياة العامة والاستقرار الاجتماعي عبر أعمالهم المضللة والمضللة.
- "أنيني مغلوب فأنصرني": ويترجم حرفيًا إلى 'أنا محاصر ومستعبد؛ فانصرني'. وهي دعوة مباشرة للإغاثة، تشبه نداء الطفل لرعاية الوالد اللطيف والحامي.
- وفقًا للسنة المطهرة، هناك دعاء آخر يحتفظ به كثير من المسلمين عندما يكونوا عرضة للاستغلال غير العادل والمعاملة المهينة: "رب أعنني ولا تعن علي, وانصرني ولا تنصر علي, وتمكر لي ولا تمكر علي". إنه طلب مساعدة متجددة للتخلص التدريجي من آثار الظروف المصطنعة واستعادة القدرة على التفاوض واتخاذ القرار مع الآخرين بحرية كاملة.
- أما فيما يتعلق بالأدعية الخاصة بالمظلوم بشكل أكثر تحديدًا، فهناك مثلًا 'اللهم أنا اعوذ بك من هم الحزن والعجز والجبن...' والتي تساعد المتضرر روحياً خلال فترة الاكتئاب بسبب خسائر الحياة المحزنة وحدود قدرات الشخص الطبيعية وضعفه الإنساني الغريزي المتمثل في مشاعر عدم الامان والخائف. وبالمثل، يوجد دعاء آخر يتم ترداده كثيراً بين صفوف المجتمع المسلم وهو 'اللهم رب العرش العظيم ارزقني رضاك واجمعني برسولك محمد...': عبارة تحث المؤمن على التركيز على هدف سامٍ أعلى وهو رضائك وليس مجرد السيطرة الذاتية المؤقتة للحياة الأرضية المضطربة الآن!.
- بالإضافة لهذه الأمثلة الجديرة بالتذكر، هناك أيضا اعتقاد راسخ لدى الكثير ممن يؤمنون بتعاليم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بأنه :"اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب"، مما يغري بالحفاظ على دراسة حالة الحالة الاجتماعية والنظر إليها بتمعن فضلاً عن التعامل بحكمة وروية مع الجميع ولكن بطريقة ترضي الضمير والقانون الدقيق لكتاب الله المنزل.
- أخيراً وليس آخرا ،ورد في الحديث الشريف حول أهمية العمل بالنصوص القانونية المنصوص عليها ضمن النصوص المقدسة قائلا:"إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى". وهذا التأكيد يقصد منه ترسيخ قاعدة مفادها انه بدون وجود نوايا صادقة تجاه مهمة العدالة وتحويل عقوبات المدعى عليهم إلى عدوان ذاتي داخلي ، لن تكون هنالك نتيجة عملية فعلية لمحاولات تغيير الواقع السلبي الحالي .
- علاوة على تلك الادكار الموجودة أساساً في الكتاب والسنة ، هناك بعض المؤلفات الحديثة المكتوبة حديث نسبياً تتضمن مجموعه جديدة تماما بلغات مختلفة كان لها دور فعال جدا بنشر رسائل مشابهة تحتوي نفس مضمون التعاطف والرحمة مع هؤلاء الناس الذين وقعوا فريسه البيئة المجتمعية المتعفنه . مثال واحد فقط لذلك كتاب بعنوان"(فلسطين المسلمة قبل الاحتلال الاسرائيلي)". رغم اختلاف محتواه العام المقارنة بما جاء سابقوه السابق ذكرها ولكنه يحمل بذرة الحل نفسها داخل صفحاته .
- وفي النهاية , يبقى الاعتراض الأكبر هنا عدم تسليم أمر النفس لهيئة حكم شرعية مجهولة مصيره حتى لو ادعت أنها تمتلك سلطة حاسمة لإصدار أحكام نهائية نهائية نهائية !! لأن الأمر كما وصفناه سابقا لن يجدي نفعا أبدا مقابل ثقافة وفلسفة تؤمن بالقضاء والقدر كما تعلمنا ديننا الاسلامي الحنيف لذا فهو السبيل الأنسب لحماية نفوس جميع البشر بدلاً من ترك مصير أي شخص لقرار مستقبل مبهم وغير مشخص الانسب وقتيا !
هذه هي مجرد قطرة صغيرة من البحر الغني بالصلوات المناسبة لكل مرحلة حياة وكل حال شخصية مختلف سواء كانت مليئه بالاضطراب الداخلي او المشاكل الخارجية المختلفة الطابع ومستويات التعرض المختلفه للعوامل الخارجيه المؤثر عليها