- صاحب المنشور: راغب الدين المهنا
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقاشاً عميقاً حول العلاقة بين الإبداع والقيود الاجتماعية والأخلاقية. بدأ الحديث بتساؤلات مثيرة حول إذا ما كان ينبغي للإبداع أن يعمل تحت رحمة تلك القيود أم أنه قادر على تجاوزها وبناء عالم جديد.
أكدت تسنيم العبادي على أهمية التوازن بين الحرية والإطار الأخلاقي. وصرحت أنها ترى أن الإبداع يمكن أن يصل لأعلى مستوى له عند توجيهه لتحقيق العدل والمسؤولية. بمعنى آخر، يجب ألّا يؤخذ الحرية كمجازاة لتجاهل المسؤولية والأخلاقيات الأساسية.
ومن جانب آخر، عبر Irwin Reynolds عن اعتقاده بأنه رغم أهمية مراعاة المعايير الأخلاقية، فإن الكثير من الأفكار الثورية والكبيرة قد خرجت من تحدي الحدود والقوانين التقليدية، وليس الخضوع لهم. وقد ذكر أمثلة تاريخية تدعم هذه النظرية، مشيراً إلى أن البعض قد يحاول الحد من الإبداع ومقاومة التغيير خوفاً من عدم الاتزان بين "العدل" و"المسؤولية".
ثم شارك سراج الحق الصديقي منظور مشابه لتسنيم، مؤكداً ضرورة وجود توازن بين حرية الإبداع والالتزام بالأخلاق والمعايير المجتمعية. ولكنه أيضاً ذكّر بأن العديد من الأعمال الإبداعية الرائدة كانت تمثل انتقاداً واضحاً للمعايير الراسخة. لذلك، اقترح أنه بينما يجب الاحترام الكامل للقيم الأساسية مثل العدالة والمسؤولية، لا ينبغي أن تكون رقابة شديدة لأنها يمكن أن تقتل الروح الإبداعية وتمنع القدرة على الابتكار والتغيير الجذري.
وفي المقابل، قدم نوفل الدين بن داوود رؤيته الخاصة حيث اعترف بإمكانية ظهور تغييرات كبيرة نتيجة التمرد على القيود التقليدية. ولكن، أشار أيضا إلى الجانب السلبي لهذه الحالة وهو حدوث أعمال العنف والفوضى التي تبدو وكأنها تطالب بالتحرر ولكن تؤدي فعليا إلى المزيد من الدمار وعدم الاستقرار الاجتماعي. كما سلط الضوء على الحقيقة المفقودة والتي تتعلق بفكرة أن الحرية الحقيقية تكمن في تحمل المسؤوليات المقابلة. وفي النهاية، استنتج أنه بدون تحمل المسؤوليات، يعد الإبداع بمثابة لعبة خطرة بالقوة الخام.
بشكل عام، تشترك جميع الآراء في تقدير أهمية مواجهة التوازن الصعب بين الحرية والإطار الأخلاقي في عملية خلق شيء مبتكر حقاً. رغم اختلاف الطرق المقترحة لتحقيق هذا التوازن، يبقى هدف الجميع واحدا وهو تعزيز البيئة التي تدعم الإبداع المتطور والعادل والمُرتكز على المسؤولية الاجتماعية.
عبدالناصر البصري
16577 Blog Mensajes