في زاوية المدينة المنورة العتيقة، حيث تنبض الروحانية وتتراقص الأشجار الرقيقة مع كل نسمة هواء، كانت هناك حادثة تعكس جانبًا من جوانب شخصية النبي الكريم؛ كرمه الواسع وحسن ضيافته التي تجاوزت الحدود الإنسانية المعروفة.
كان ذلك عندما وصل وفد بني تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طلباً للمؤازرة والعون ضد عدوتهم القريبة. لم يكن لدى المسلمين الكثير لتقدمه إلا روح الوحدة والتسامح، لكن هذا الكرم الإلهي كان أكثر من قادر على تحقيق المستحيل.
أرسل الصحابة ركبًا صغيرًا يحمل ما يمكن جمعه - بعض الإبل والأطعمة الطرية قليلة الأعداد مقارنة بالوفد الكبير. ومع ذلك، عند وصول الركاب، تفاجئوا برؤية النبي نفسه يقف لاستقبالهم شخصيًا، مما يعزز أهمية الضيف ويبرز قيمة التكريم الإسلامي.
وبينما جلس الجميع تحت ظل نخيل المدينة الناعم، بدأ الحديث حول حاجات بني تميم. عرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم إمكانية البقاء والاستقرار ضمن المجتمع المحافظ حديث الولادة. ولكن لما كانوا يريدون هو المساعدة الفورية للحرب القادمة.
بعد مشاورات قصيرة بين المؤمنين، قرروا تقديم كافة الجهود المتاحة لهم بشكل آني وكامل. وأعجب بني تميم بهذا الاستجابة السريعة والكبيرة بحجمها بالنسبة للوضع الحالي. لقد رأوا ليس فقط مساعدتهم العملية وإنما أيضاً عمق الرحمة والإيثار الذي يتمتع به مجتمع الرسالة الجديدة.
هذه الحادثة ليست مجرد تاريخ بل هي درس حي في كيفية استخدام الموارد لخدمة الآخرين وتعزيز الأخلاق الإسلامية النبيلة مثل الكرم والمروءة والشجاعة. إنها توضح كيف ساهم النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه في بناء هذه الثقافة الاجتماعية الداعمة والتي تعتبر حتى اليوم مثالاً يحتذى به في المجتمع الإسلامي العالمي.