تعد سورة يونس واحدة من السور المكية التي نزلت على النبي محمد ﷺ، وتتميز بكونها مكية باتفاق العلماء، وتتكون من مائة آية وتسع آيات، وفقًا لما ورد في المصادر الإسلامية. تبدأ السورة بحروف مقطعة، وهي "الر"، والتي تعد من بين الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض السور القرآنية.
تتناول سورة يونس موضوعات متنوعة، حيث تناقش العقائد الدينية وتوجه النظر إلى آيات الله الكونية، وتسرد بعض القصص العبرية، خاصة قصة موسى مع فرعون. كما تتناول طبيعة الإنسان ووصف الدنيا، وتنتقل إلى وصف مشاهد القيامة المؤثرة، مما يؤكد على إثبات البعث. بالإضافة إلى ذلك، تركز السورة على وصف القرآن وأثره في النفوس، ومناقشة منكريه.
في الآيات الأولى من السورة، يقول الله تعالى: "الر تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ (١) أَكانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنا إِلى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قالَ الْكافِرُونَ إِنَّ هذا لَساحِرٌ مُبِينٌ (٢)" [سورة يونس (١٠): الآيات ١-٢]. تشير هذه الآيات إلى أن القرآن الكريم هو كتاب حكيم، وأن إرسال الرسول محمد ﷺ كأنذار للناس وبشير للمؤمنين هو أمر لا يستحق التعجب. ومع ذلك، يرفض الكافرون هذا ويصفونه بالسحر.
تستمر السورة في شرح طبيعة الله تعالى وخلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوائه على العرش، حيث يدبر الأمور وفق حكمته. تؤكد السورة على أن الله هو الرب الواحد الذي يجب عبادته، وأن له يوم القيامة عودة جميع الخلائق إليه.
تتناول سورة يونس أيضًا قصة موسى مع فرعون، حيث يوضح الله تعالى قدرته على إرسال العذاب على الكافرين الذين يعاندون رسله. كما تشير السورة إلى أن القرآن الكريم هو دليل على صدق الرسالة النبوية، وأن منكريه سيلاقون العذاب الشديد بسبب كفرهم.
في الختام، تعد سورة يونس دراسة متعمقة للعقائد الإسلامية والقصص العبرية، وتؤكد على أهمية القرآن الكريم كدليل على صدق الرسالة النبوية.
