الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
يعد الثناء على الله تعالى قبل الدعاء من السنن المؤكدة في الإسلام، حيث يعتبر ذلك تعبيراً عن التواضع والاعتراف بنعم الله العظيمة. وقد وردت العديد من الصيغ في القرآن الكريم والسنة النبوية التي يمكن استخدامها في الثناء على الله قبل الدعاء.
من أبرز صيغ الثناء على الله ما ورد في الحديث الشريف: "اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر". هذا الحديث رواه مسلم، وهو مثال رائع للثناء على الله قبل الدعاء.
كما يمكن استخدام آية الكرسي في الثناء على الله قبل الدعاء، حيث تحتوي على اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، فِي سُوَرٍ ثَلَاثٍ: الْبَقَرَةِ، وَآلِ عِمْرَانَ، وَطه". رواه ابن ماجه وحسّن إسناده الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة".
ومن الصيغ الأخرى التي يمكن استخدامها قول الداعي: "اللهم لك الحمد أنك الله الرحمن الرحيم"، أو "لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"، أو "لك الحمد بالإيمان والإسلام والقرآن". هذه الصيغ كلها تعبر عن الثناء على الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
وفي الختام، فإن الثناء على الله قبل الدعاء هو عمل حسن يزيد من فرصة إجابة الدعاء، ويجب أن يكون ذلك بالصيغ الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية، مع تجنب التكلف والاختلاق في ألفاظ الثناء. والله أعلم.