في النقاش حول دور "الجبّار" في المؤسسات والمجتمع، يبرز تأكيد محمود التواتي على أهمية تحقيق التوازن بين القيادة والتعاون. هذه المفاهيم لا تسير ضد بعضها، بل يمكن أن تكون مكملة إذا تم التعامل معها بحكمة ونظرة شاملة.
القيادة الشخصية: "الجبّار"
يُطلق على "الجبّار" في هذا السياق لفتة إشارية إلى أولئك الأفراد الذين يمتلكون قدرات فائقة وإنجازات متميزة تضعهم في مقدمة جهود المنظمة أو المجتمع. هؤلاء الأفراد يُشغلون دورًا حاسمًا في إحداث تغييرات كبيرة وتحقيق نجاحات بارزة، وهم غالبًا ما يكونون المصدر الذي يستلهم منه الآخرون. أشار ياسر في تفاعلاته إلى دور "الجبّار" كمحرك للابتكار والتقدم، موضحًا أن هذه الشخصيات تُساهم بإبداعات وإسهامات عظيمة.
التأثيرات المزدوجة للقائد
رغم أن "الجبّار" يمكن أن يكون قوة محفزة، إلا أن هناك جانبًا من التحديات الذي تتضمنه وجوده. كما أشار محمود التواتي، فإن تركيز السلطة والقدرات في قلة من الأفراد يمكن أن يؤدي إلى نقصان في التنوع وتجاهل مساهمات الآخرين. قد تشكل هذه الموقف "ثغرة سوداء" حيث لا تُستغل مواهب الأفراد بالكامل، ولا يتم التعرف على إسهامات كافة الأطراف في النظام.
ضمان استدامة المجموعة
من أجل تحقيق نجاح مستدام، يتطلب الأمر من "الجبّار" ألا يكون فقط كائنًا قادرًا على التغلب على الصعاب بمفرده. بل يجب أن يكون جزءًا من "تشكيلة متعددة الأصوات" حيث يتعاون مع غيره من المساهمين، ويستفيد من خبراتهم وآرائهم. إن هذا التكافل والتبادل الفكري الأصيل يُمكِّن المجموعة من تحقيق تقدم أكثر شمولية وخصوصية.
إدارة التوازن
لتعزيز الابتكار المستدام، يجب أن يكون هناك تفاهم مشترك لضرورة تقدير كل الأصوات والآراء. لا يمكن أن يُحدد "الجبّار" المستقبل بمفرده، بل من خلال التعاون مع غيره من أفراد الفريق. ومن هذا المنطلق، لا يتم تقدير "الجبّار" لإسهاماته الفردية فحسب، بل لكونه قائدًا يعزز من مشاركة الآخرين ويعمِّل على تطوير المجموعة ككل.
الخاتمة
في نهاية هذا النقاش، يبدو أن السؤال ليس حول فائدة "الجبّار" بحد ذاته، ولكن كيف يمكن دمج دوره مع سياسات تشجع على التعاون وتقدير المساهمات الجماعية. إذا تم الأخذ بالحزم في هذا الاتجاه، يمكن أن نشهد مؤسسات ومجتمعات تزدهر على رغم التحديات المُتزايدة.