- صاحب المنشور: محمد ادو
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي حيث تحتل التكنولوجيا مكانًا بارزًا في حياتنا اليومية، أصبح لدينا القدرة على التواصل مع الآخرين بغض النظر عن المسافة الجغرافية بيننا. ومع ذلك، هذا الابتكار الرائع يطرح تحديات جديدة فيما يتعلق بالعلاقات الأسرية. يشكل استخدام الأجهزة الرقمية مثل الهواتف الذكية والتلفزيونات الذكية والكمبيوترات المحمولة وما إلى ذلك، تغييرا جذريا في العادات والسلوكيات داخل البيوت العربية التقليدية.
من ناحية الإيجابية، يمكن لتطبيقات الدردشة المرئية وتشارك الملفات عبر الإنترنت أنها تتيح للأسر البقاء متصلين حتى عندما يكونوا بعيدين جغراغرافيا. هذه الأدوات تساعد أفراد الأسرة الذين يعملون أو يدرسون خارج المنزل للبقاء على اتصال وثيق والعائلة بأكملها. كما أنه يسهل مشاركة اللحظات المهمة كالأعياد والمناسبات الخاصة، مما يعزز الروابط الأسرية رغم الفواصل الزمانية والمكانية.
لكن هناك جانب سلبي أيضا؛ فقد أدى الاعتماد المفرط على التكنولوجيا إلى تقليل مدة الوقت الذي نقضيه وجهًا لوجه مع عائلاتنا. يُلاحظ أن الأطفال يقضون وقتاً طويلاً أمام الشاشات الصغيرة التي توفر لهم ألعاب الفيديو ومقاطع الفيديو المثيرة وغيرها الكثير. وهذا قد يؤثر سلباً على مهاراتهم الاجتماعية وعلى قدرتهم على حل المشاكل الشخصية لأنهم قد اعتمدوا أكثر فأكثر على الوسائط الرقمية للحصول على المعلومات الترفيه والاستمتاع بها.
بالإضافة لذلك، فإن خصوصية بعض المنازل تضررت بسبب ضعف الحدود بين الحياة العامة والخاصة بعد انتشار وسائل الاتصال الحديثة. فغالبا ما يتم تسجيل العديد من لحظات الحياة الداخلية للأسر ونشرها علنيا بدون تفكير عميقا بشأن الآثار المحتملة للمشاركة المفتوحة لهذه الصور والفيديوهات.
وفي المقابل، يمكن للتكنولوجيا أيضاً ان تكون أداة قيمة لإشراك جميع افراد العائلة في نشاط واحد موحد وفي نفس الوقت يمكن تحقيق الاستقلالية لكل فرد حسب اهتمامه الخاص - وذلك باستخدام خدمات التعليم الإلكتروني والكتب الصوتية وأدوات التعلم الأخرى المتاحة الآن بكثرة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
هذه الدراسة تعكس كيف يمكن للإيجابيات والسلبيات المرتبطة بالتطور الرقمي التأثير بطرق مختلفة على الوحدة الأسرية والثقافة المجتمعية الكبيرة والتي تعتبر جزءا أساسيا من ثقافتنا العربية الأصيلة.