تعد سورة يس من السور المكية التي نزلت على النبي محمد ﷺ، وهي تحمل في طياتها العديد من الفضائل والأثر العميق في حياة المسلم. وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: "إن لِكُل شيء قلبا وقلب القرآن يس، ومن قرأ يس كتب الله له بقراءتها قراءة القرآن عشر مرات" (رواه الترمذي). كما ورد في فضلها حديث آخر عن معقل بن يسار رضي الله عنه، حيث قال النبي ﷺ: "اقرؤوها على موتاكم".
تتميز سورة يس بكونها سورة مكية، وتتكون من ثلاث وثمانون آية. تعرضت هذه السورة للقرآن الكريم والنبي ﷺ، وأثبتت البعث، وضربت الأمثال، وذكرت القصص، وناقشت الكفار في بعض عقائدهم وأفعالهم. كما تناولت صور لمشاهد يوم القيامة، وركزت على مبدأ التوحيد والبعث مع الاستدلال بالمشاهد المحسوسة على ذلك.
في سورة يس، نجد موقف النبي ﷺ مع قومه، حيث يبدأ الله تعالى بقوله: "يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (٢) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٤) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٥) لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ فَهُمْ غافِلُونَ (٦) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٧) إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩)" (سورة يس: 1-9).
وتتضمن السورة أيضًا دعاءً جميلاً، حيث يقول الله تعالى: "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وسلم اللهم يا من نوره في سره، وسره في خلقه أخفنا عن عيون الناظرين والطاغين وقلوب الحاسدين والباغين كما أخفيت الروح والجسد إنك على كل شيء قدير".
وفي ختام السورة، نجد دعاءً آخر يقول: "اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وبارك وسلم اللهم أكرمنا بالفهم والحفظ