إن الحديث عن إسرائيل ليس مجرد ذكر لجغرافية وموقع دولة عربية، بل يمتد ليشمل التاريخ العميق والتحديات السياسية الفريدة التي واجهتها هذه المنطقة منذ نشأتها رسميًا عام 1948. كانت فكرة قيام دولة يهودية مستوحاة من وعد بلفور الشهير في العام 1917 والذي منح دعم المملكة المتحدة لاستعادة وطن للشعب اليهودي في فلسطين. وقد أدت ظروف الحرب العالمية الثانية وتزايد معاداة السامية إلى خلق حالة طوارئ تحتم إنشاء هذا الوطن.
بعد الانتداب البريطاني لفلسطين بعد مؤتمر سان ريمو في العام 1920، شهدت المنطقة فترة طويلة من النزاعات بين السكان الفلسطينيين الذين شكلوا الأغلبية الساحقة وبين المستوطنين الصهاينة الوافدين الجدد. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وارتفاع البطش النازي ضد الشعب اليهودي، زادت الضغوط الدولية والدولية لإيجاد حل جذري لهذه القضية.
في نوفمبر عام 1947، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين إلى دولتين - واحدة عربية والأخرى يهودية. ولكن ما لبثت اندلعت حرب شاملة مباشرةً عقب إعلان الاستقلال الإسرائيلي في مايو 1948 والتي أسفرت عن تهجير الآلاف من الفلسطنيين ودخول القوات العربية الأخرى بما فيها مصر وسوريا والأردن والعراق.
رغم العقبات العديدة، دخلت إسرائيل مرحلة جديدة كأكبر قوة اقتصادية وعسكرية في الشرق الأوسط. إلا أنها ظلّت تحت وطأة نزاع دائم حول قضيتي القدس والمستوطنات غير الشرعية وفقاً للمجتمع الدولي. وعلى الرغم من ذلك فقد استمرت البلاد باحتفاظها بمكانة عالمية متميزة بسبب مساهماتها العلمانية المتقدمة عبر مجالات مختلفة مثل الطب والتكنولوجيا وغيرهما الكثير.
وتظل قضية السلام الدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين محور اهتمام دولي كبير حتى يومنا هذا, رغم كل المحاولات الرامية للتوصل لحلول سلمية دائمة تفاوضيًا.