في سماء شعائر الإسلام الزاهرة خلال أشهر العام الهجري، تعلو أصوات التكبير احتفاءً بمكانة دينية فريدة تتجلّى في "عشرة ذي الحجة" وعيد الأضحى المبارك. وهذه الأصوات تنقسم إلى نوعين رئيسيين هما: التكبير المطلق والتكبير المقيّد؛ كل منهما له زمانه وشروطه الخاصة.
التكبير المطلق: النغمات الواسعة
التكبير المطلق هو صوت الإعلان العالي والواسع عن عظمة الخالق عز وجل، والذي يتميز بأنه ليس مقيدا بزمن محدد. تبدأ مداه منذ غروب الشمس الأخيرة في شهر ذي القعدة حتى غروب الشمس في اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة. يمكن تكرار هذا الصوت بكل سهولة سواء قبل الصلاة أو بعدها، وخلال النهار والليل، داخل البيوت أو المساجد أو حتى في الطرق العامة.
وقد ورد تشريع هذا النوع من التكبير بالنصوص الشرعية مثل حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله تعالى من هذه العشر» متضمنا تأكيدا للإفراط في أعمال الخير ومن ضمنها تكبير الله سبحانه وتعالى أثناء تلك الفترة الزمنية المقدسة.
التكبير المقيّد: التفاصيل الدقيقة
على الجانب الآخر، يوجد التكبير المقيّد والذي يشمل العمليات الدقيقة لأداء صلاتنا خمس مرات يومياً ابتداءً من صباح يوم عرفات وحتى نهاية اليوم الثالث عشر من الشهر نفسه. لكن هذا لا ينطبق بشكل مباشر على الحجاج الذين يباشرون واجباتهم الموسمية المتعلقة بالحج. بالنسبة للحجاج، فإن بداية التكبير المقيّد تكون عندما يقومون برمي جمرات العقبة وذلك يكون عادةً ظهراً في يوم عيد الأضحى مباشرةً. أما بقية الأيام المؤدية لعيد الأضحى، فتخصص فترة لترديد دعوة الهدي الشهير والتي تعرف باسم "التلبية".
صفاتهما المشتركة: الأصناف المختلفة
لا فرق كبير فيما يتعلق بصيغ التعبير هنا إذ يجوز استخدام أحد الصفوف التالية حسب الرغبة الشخصية لكل فرد مسلم:
- "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد"
- "الله أكبر... ثلاث مرات.. لا إله إلا الله... مرتان... والله أكبر... ثلاث مرات... ولله الحمد..."
- "الله أكبر ... مرتان ... لا إله إلا الله ..."
وبالتالي، نجد أن باب الاختلاف مفتوح أمام المسلمين لإبداع وتنوع أبسط مظاهر عبادتهم لهذه الآيات المجيدة للتذكير وإظهار عبادة رب العالمين خلال لحظات مباركات كهذه مما يعزز روحانية التجربة ويلهم المؤمنين باتجاه أعلى درجة تقرب منهم لمخلوقهم الرحيم سبحانه وتعالى.