سورة التحريم هي سورة مدنية، كما اتفق العلماء، وتتكون من اثنتي عشرة آية. تبدأ السورة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، حيث حرم النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا أحله الله له، وذلك لمرضاة زوجاته. يقول الله تعالى في الآية الأولى: "يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم" (التحريم: 1).
تتناول السورة قصة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، خاصة عائشة وحفصة، حيث كانتا تتنافسان في حب النبي صلى الله عليه وسلم. فكانت عائشة تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: "أكلت مغافير؟" عندما يشرب العسل عند زينب بنت جحش، مما جعله يبتعد عن شرب العسل عندها. وفي المقابل، كانت حفصة تقدم للنبي صلى الله عليه وسلم العسل من قومها، مما جعله يقضي وقتًا أطول عندها.
وتتطرق السورة أيضًا إلى قصة أسرار النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، حيث أخبر بعض زوجاته بحديث سر، ثم نبهته إحدى الزوجات على ذلك. وعندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، أعرض عن بعض الحديث وأظهر بعضه الآخر. وفي النهاية، أمر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة إلى الله، ووعده بأن يبدل له أزواجًا صالحات إن طلق زوجاته.
وتختم السورة بمثالين من النساء اللاتي خانوا أزواجهن، وهما امرأة نوح وامرأة لوط. رغم أن كلاهما كانتا تحت عبيد صالحين من عباد الله، إلا أنهما خانوا أزواجهما ولم يغني عنهما شيء من عذاب الله.
هذه القصة تحمل دروسًا مهمة للأطفال، مثل أهمية التوبة إلى الله عند الخطأ، وقيمة الصبر والتحمل في الحياة الزوجية، بالإضافة إلى أهمية الوفاء بالعهود والأسرار. كما تظهر لنا رحمة الله تعالى وفضله على عباده المؤمنين.