ولد عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، أحد أفراد قبيلة قريش العربية الشهيرة، خلال فترة الجاهلية. كان يُطلق عليه اسم "ريحانة" بسبب مكانته البارزة داخل مجتمع قريش. امتدحه العديد من المؤرخين لشخصيته الحكيمة ورؤيته الثاقبة للحياة. كانت تربطه صداقة وثيقة بالصحابي الجليل سعد بن معاذ رضوان الله عليه، حيث كانا يقضيان فترات طويلة في زيارة بعضهما البعض.
كانت حياة عتبة مثالا حيّا لنبل الأخلاق العربية التقليدية. عندما قرر ابنه الوليد الزواج، لم يستطع دفع مهر الزوجة بناءً على الأعراف الاجتماعية آنذاك. لذا لجأ لتقديم نفسه رهينة لدى إحدى العائلات مقابل استعارة مجوهرات تفوق ثمنها قدرته المالية. بعد ذلك، تمكن أخيرا من إعادة هذه الهدايا والتخلص من رهانه الشخصي.
ويذكر التاريخ موقف عتبة أثناء غزوة بدر التي حدثت عام 624 ميلادية. رغم جهوده لحث قومه على تجنب الحرب، إلا أنه شارك شخصياً في المعركة، تحديدا أمام قوات النبي محمد صلى الله عليه وسلم. خرج ليقاتل جنبا إلى جنب مع نجله وابن اخيه في مواجهة مباشرة ضد ثلاثة من أقوى محاربي الرسول عليهم السلام وهم جعفر بن أبي طالب، علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب رضي الله عن الجميع.
بعد تبادل الضربات العنيفة بين الطرفين, انتهى الأمر بسقوط عتبة شهيدا برماح هؤلاء المحاربين الأقوياء الذين كانوا معروفين بشجاعتهم وقدراتهم الفائقة. وبذلك خسر المجتمع العربي واحدا ممن كانوا يعتبرونه رمزا للعقلانية والحكمة وسط ظلماء العصور القديمة.
