في الإسلام، يُعتبر الحكم حول تناوُل لحْم الحيوانات موضع نقاش بين الفقهاء الشرعيين بناءً على أدلة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. بينما بعض العلماء يرون تحريم استهلاك لحوم بعض الأنواع مثل الحشرات وبعض الطيور الجارحة، فإن مسألة تناول لحم الفيل لم يتم تسجيلها بشكل خاص في النصوص الدينية الرئيسية. ومع ذلك، يشير البعض إلى مبدأ "النظافة والصلاح للأكل"، وهو ما يمكن تطبيقه على الفيلة إذا كانت مطهرة ومستوفية لشروط الذبح الإسلامي الصحيحة.
من الناحية الثقافية والتاريخية، يعدّ لحم الفيل جزءًا من النظام الغذائي لبعض المجتمعات البشرية عبر التاريخ. فقد وثقت العديد من الوثائق القديمة وأعمال الإكتشاف الأثري هذه الممارسة لدى حضارات متنوعة بما فيها المصريون القدماء والحضارة الهندوسية والإفريقية. لكن هذا الاستخدام قد تغير مع مرور الوقت نتيجة لعوامل بيئية ودينية وثقافية مختلفة.
ومن الجدير بالذكر أيضًا دور البيئة والحفاظ عليها في تحديد مدى صلاحية تناوُل بعض اللحوم. فالفيلة، كجزء حيوي من النظام البيئي الأفريقي خاصة، تلعب دوراً أساسياً في المحافظة على توازن الحياة البرية. بالتالي، حتى لو كان هناك عدم حظر واضح للاستهلاك في التعاليم الدينية، إلا أنه ينبغي النظر مليّا في الجانب الأخلاقي والإيكولوجي قبل اتخاذ القرار بشأن تناول لحم مثل هذا النوع الهام.
ختاماً، رغم غياب بيان محدد حول تناول لحوم الفيلة في الخطاب الديني الرئيسي للإسلام، إلا أنها قضية تحتاج للموازنة بين الاعتبارات القانونية والدينية والثقافية بالإضافة للصحة العالمية واستدامة الطبيعة.