ولد الشيخ داود بن محمد بن علي الظاهري عام 1929م في قرية ظاهرة الصغيرة الواقعة شمال شرق مدينة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة. ترعرع في بيئة محافظة ولكنها غنية بالتقاليد والعادات القبلية، مما شكل شخصيته ووجهت مسار حياته الريادية لاحقاً.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة أم القيوين ثم أكمل دراسته الثانوية بمدرسة الشارقة. بعد ذلك, هاجر إلى مصر لاستكمال تعليمه الجامعي حيث حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة القاهرة عام 1956. خلال فترة وجوده هناك، تميز بحبه للأدب والشعر العربي القديم، وهو ما عكس نفسه بشكل واضح فيما كتبه فيما بعد.
بعد عودته لوطنه الأم, بدأ مشواره السياسي كعضو برلماني عن إمارة رأس الخيمة منذ العام 1971 حتى وفاته المفاجئة سنة 2004. كان له دور بارز في وضع أسس النظام البرلماني الحديث داخل الدولة. بالإضافة إلى مشاركته الفاعلة في مجلس الوزراء ومجلس الوزراء التنفيذي للإمارات الشمالية سابقاً. كما قام بتأسيس العديد من المؤسسات الخيرية والمجتمعية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ الإمارات الحديثة.
على الجانب الأدبي والأخلاقي, نشر عدداً من المؤلفات الشعرية والدراسات حول التاريخ والتراث المحلي بالإضافة لإصدار كتاب "ظاهرة"، والذي يعتبر مرجعا مهما لفهم الثقافة المحلية وتاريخ المنطقة القديمة. رغم دوره الكبير كسياسي وشاعر, إلا أنه ظل متواضعا ورحيماً طيلة عمره القصير نسبياً بالمقارنة بإرثه الغني والمتنوع. يعد الدكتور داود الظاهري شخصية بارزة تعكس الروح الوطنية والقومية للجماهير العربية المعاصرة بكامل نبله وحكمة وتصميم.