الحمد لله الذي شرع لعباده أحكام صلاة العيدين، ففيها من الفضائل والسنن ما يزيد الإيمان ويقوي الروح. صلاة العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، هما عيدان للمسلمين يُشرع فيهما أداء صلاة خاصة، تختلف عن صلاة الجمعة وصلاة الظهر.
تبدأ أحكام صلاة العيدين بالنية، حيث ينوي الإمام والمأمومون صلاة العيد بقلوبهم، ويقول الإمام بلسانه: "أصلي صلاة العيد لله تعالى". ثم يكبر الإمام للتحريم، ويقرأ دعاء الثناء، ويكبر ثلاث تكبيرات بينهما سكتة قصيرة.
بعد ذلك، يقرأ الإمام والمأمومون الفاتحة وسورة قصيرة، ويندب أن تكون سورة "سبح اسم ربك الأعلى" في عيد الفطر، وسورة "هل أتاك حديث الغاشية" في عيد الأضحى. ثم يقوم الإمام للركعة الثانية، ويقرأ الفاتحة وسورة أخرى، ويندب أن تكون سورة "هل أتاك حديث الغاشية".
في الركعة الثانية، يكبر الإمام والمأمومون ثلاث تكبيرات قبل الركوع، ولو زاد الإمام تابعه المقتدي ما لم يتجاوز أكثر ما ورد. بعد الصلاة، يخطب الإمام خطبتين، الأولى يعلم فيها أحكام صدقة الفطر أو الأضحية وتكبيرات التشريق، والثانية يفتتحها بسبع تكبيرات.
من السنن المؤكدة لصلاة العيدين التكبير في ليلة العيد من غروب الشمس آخر يوم من رمضان إلى حضور الإمام للصلاة. كما يستحب أن يأكل الإنسان تمرات وتراً قبل الخروج للعيد، وأن يغتسل لصلاة العيد.
أما بالنسبة لصلاة العيد نفسها، فقد أجمع المسلمون على مشروعيتها، واختلفوا في حكمها بين كونها سنة أو فرض كفاية أو فرض عين. والذي يترجح لي من الأدلة أنها فرض عين، وأنه يجب على كل ذكر أن يحضر صلاة العيد إلا من كان له عذر.
وفي حال اجتمعت الجمعة والعيد في يوم واحد، فتقام صلاة العيد وتقام كذلك صلاة الجمعة. أما بالنسبة لصلاة العيد قبل حضور الإمام، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا جاء فلا يجلس حتى يصلي ركعتين؛ لأن مصلى العيد مسجد، بدليل منع الحيض منه.
ختاماً، فإن صلاة العيدين لها فضائل عظيمة، وهي من السنن المؤكدة التي شرعها الله لعباده لتكون سبباً في زيادة إيمانهم وفرحهم.
