تفسير سورة الحديد: رحمة الله وعظمته في خلق السماوات والأرض

تفتتح سورة الحديد بتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به، وتثني عليه بما هو أهله، وتبين جانبًا من صفاته الجليلة التي تدل على وحدانيته، وقدرته، وعزته، و

تفتتح سورة الحديد بتنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق به، وتثني عليه بما هو أهله، وتبين جانبًا من صفاته الجليلة التي تدل على وحدانيته، وقدرته، وعزته، وحكمته، وعلمه المحيط بكل شيء. تبدأ السورة بقوله تعالى: "سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم" (الحديد: 1).

في الآية الأولى، يسبح الله تعالى ما في السماوات والأرض، أي مجد الله ونزهه عن السوء. يشمل هذا التسبيح الملائكة في السماوات، وكل شيء في الأرض من ذوات الأرواح وغيرها. كما يشمل التسبيح أيضًا تسبيح الدلالة، حيث يشهد كل محدث على نفسه بأن الله خالق قادر.

ثم يبين الله تعالى في الآية الثانية ملكه على السماوات والأرض، حيث يقول: "له ملك السماوات والأرض، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير" (الحديد: 2). هذا الملك يشمل كل شيء في الكون، وهو قادر على إحياء الموتى وإماتة الأحياء.

وفي الآية الثالثة، يصف الله تعالى نفسه بأنه الأول والآخر والظاهر والباطن، وهو عليم بكل شيء. الأول يعني الموجود قبل كل شيء، والآخر والباقي بعد فناء كل شيء. الظاهر في كل شيء، فكل شيء له آية، والباطن فلا تدركه الأبصار. وهو عليم بكل شيء ظاهر أو باطن.

ثم يتحدث الله تعالى في الآية الرابعة عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش. يعلم ما يدخل الأرض وما يخرج منها، وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم أينما كنتم، والله بصير بما تعملون.

هذه السورة تبرز عظمة الله تعالى ورحمته في خلق السماوات والأرض، وتذكرنا بقدرته المطلقة وعلومه الشاملة. كما تشجعنا على التسبيح لله تعالى وتنزيهه عن كل ما لا يليق به.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer