كفارة الجماع في نهار رمضان: الأحكام والتفاصيل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: كفارة الجماع في نهار رمضان هي من الكبائر التي يجب على المسلم التوبة منها، وتكفيرها

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

كفارة الجماع في نهار رمضان هي من الكبائر التي يجب على المسلم التوبة منها، وتكفيرها وفق ما جاء في السنة النبوية الشريفة. وقد حدد النبي صلى الله عليه وسلم كفارة الجماع في نهار رمضان بأنها عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا. وهذا الحكم مستمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "هلكت"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ما شأنك؟" قال: "واقعت امرأتي في رمضان"، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "تستطيع أن تعتق رقبة؟" قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟" قال: لا، قال: "فهل تستطيع أن تطعم ستين مسكينا؟" قال: لا، قال: "اجلس"، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، فقال: "خذ هذا فتصدق به". (البخاري 6709، مسلم 1111)

ومن المهم أن نلاحظ أن كفارة الجماع في نهار رمضان تختلف عن كفارة الظهار، حيث يحرم على الزوج وطء زوجته قبل التكفير في كفارة الظهار، بينما يجوز الوطء قبل التكفير في كفارة الجماع في نهار رمضان. كما يجوز الوطء في ليالي الشهرين المتتابعين في كفارة الجماع في نهار رمضان، بخلاف كفارة الظهار.

وعلى المسلم أن يتوب إلى الله توبة نصوحا من هذه الجناية العظيمة، وأن يؤدي الكفارة وفق ما حدده الشرع، مع قضاء الأيام التي أفسدها بالجماع. كما يجب على المرأة قضاء تلك الأيام إن كانت مطاوعة، وفي لزوم الكفارة لها خلاف بين العلماء. والأحوط والأبرأ للذمة هو أداء الكفارة.

والله أعلم.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات