الحمد لله الذي شرع لعباده الطاعات والعبادات، ومنها صدقة التطوع التي تعد من أفضل القربات إلى الله عز وجل. وقد أكدت أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم على فضل صدقة التطوع، حيث قال أبو هريرة ﵁: "أفضل الصدقة أن تصدق وأنت صحيح شحيح تأمل البخل وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت لفلان كذا ولفلان كذا". (رواه البخاري ومسلم)

ومن أهم الأحكام المتعلقة بصدقة التطوع ما يلي:

1. فضل صدقة التطوع: تعتبر صدقة التطوع من أفضل القربات إلى الله، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فأفضل ما قلتم به عند الله أصدقكم حديثًا، وأفضل ما عملتم به عند الله أحبكم إليه، وإن من الناس لأهون الناس عند الله منزلة يوم القيامة أشد الناس صياحًا". (رواه مسلم)

1. الإسرار بصدقة التطوع: يفضل الإسرار بصدقة التطوع على الإعلان عنها، كما جاء في القرآن الكريم: "إن تبدوا الصدقات فنعم هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم". (البقرة: 271) وقد نقل الطبري وغيره الإجماع على أن الإخفاء في صدقة التطوع أفضل من الإعلان.

1. الإسرار بصدقة الفرض: على عكس صدقة التطوع، يفضل الإعلان بصدقة الفرض، حيث نقل الحافظ ابن حجر ﵀ الإجماع على أن الإعلان في صدقة الفرض أفضل من الإخفاء.

1. جواز تقديم صدقة التطوع: يجوز تقديم صدقات التطوع لإكمال السهم المخصص للتبرع لبناء المساجد أو غيرها من أبواب الخير، حيث أن الشريعة أجازت تقديم الصدقة الواجبة قبل وقت وجوبها عند الحاجة.

1. زكاة المال الواجبة: لا يجزئ إخراج زكاة المال الواجبة لبناء المساجد، بل لا بد أن تخرج في المصارف الثمانية المنصوص عليها في القرآن دون غيرها. أما بناء المساجد وغيره من أبواب الخير فيكون من صدقة التطوع.

بهذا نرى أن صدقة التطوع لها فضل عظيم في الإسلام، وأن الإسرار بها أفضل من الإعلان عنها، مع جواز تقديمها لإكمال السهم المخصص للتبرع لبناء المساجد أو غيرها من أبواب الخير.