الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل. تُعرّف الصلاة لغةً بأنها الدعاء، بينما اصطلاحاً هي أقوال وأفعال معينة تبدأ بالتكبير وتنتهي بالتسليم، مع النية بشروط مخصوصة. تُعتبر الصلاة أفضل أركان الإسلام بعد الإيمان، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
تُفرض الصلاة شرعاً، ودليل ذلك الكتاب والسنة والإجماع. ففي القرآن الكريم، يقول الله تعالى: "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة" (البقرة: 110). وفي السنة النبوية، روى ابن عمر عن النبي ﷺ أنه قال: "بنى الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا" (متفق عليه). كما أجمعت الأمة سلفاً وخلفاً على وجوب خمس صلوات في اليوم والليلة.
الصلوات المكتوبة خمس في اليوم والليلة، وهي: الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، والصبح ركعتان. لا خلاف بين المسلمين في وجوبها، ولا يجب غيرها إلا لعارض من نذر.
للصلاة شروط يجب توافرها، وهي نوعان: شروط وجوب وشروط صحة. شروط الوجوب تشمل الإسلام والعقل والبلوغ. أما شروط الصحة فتتضمن طهارة البدن والثوب والمكان من النجاسة الحقيقية، والطهارة من الحدث، والعلم بدخول وقت الصلاة، وستر العورة، واستقبال القبلة.
تنقسم أقوال الصلاة وأفعالها إلى أركان وسنن. الأركان هي التى لا تصح الصلاة بدونها، مثل النية والقيام وتكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة والركوع والسجود والجلوس بين السجدتين والتشهد والتسليم. أما السنن فهي ما يزيد على الأركان ويُستحب فعلها، مثل قراءة سورة بعد الفاتحة والذكر في الركوع والسجود والاعتدال والجلسة بين السجدتين.
في الختام، الصلاة هي عماد الدين وعمود الإسلام، وهي سبب لدخول الجنة ونجاة من النار. يجب على كل مسلم أن يؤديها على أكمل وجه وفق الشروط والأركان المذكورة في هذا المقال.