هو الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عالم وفقيه سعودي بارز يلقب بـ "شيخ الإسلام"، وُلد عام 1910 ميلاديًا الموافق لعام 1328 هجريًا في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية. نشأ في بيئة دينية متدينة، مما مهد الطريق لتكوينه الأكاديمي والعلمي المبهر. منذ صغره، برع في حفظ القرآن الكريم والمبادئ الإسلامية الأساسية تحت يديه عمه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي وأحد الأحناف السعوديين البارزين حينذاك، الشيخ عبد الرحمن بن ناصر آل الشيخ.
بعد حصوله على شهادة العالمية الشرعية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أصبح مدرساً ثم مفتياً للدرجة الأولى للمملكة العربية السعودية، كما تولى رئاسة دائرة الإفتاء العام ورأس مجلس إدارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة. هذه المناصب جعلت منه مؤثراً كبيراً في الحياة الدينية والفقهية داخل المملكة وخارجها.
كان الراحل رحمه الله معروفاً بتشدده المعتدل وعدله وحسن خلقه مع الجميع. لم يكن مجرد مفسر ومحدث فقط؛ بل كان أيضاً ناشر للعلم والمعرفة عبر محاضراته ودروسه المنتشرة حول العالم العربي والإسلامي. ترك العديد من المؤلفات القيمة والتي تتناول مختلف جوانب الدين الإسلامي بما فيها العقيدة والأحكام العملية والشريعة والقضايا الاجتماعية والجهاد وغيرها الكثير.
على الرغم من اعتزال حياته العامة لمدة سنوات بسبب المرض، إلا أنه ظل حتى آخر نفس له صامداً أمام الضغوط السياسية والدينية التي تحاول تغييب الحقيقة وتقويض الثوابت الإسلامية الراسخة. قضى شهيد الحجيج حياة مليئة بالأعمال الصالحة والتضحيات الجسام خدمة لدين الله سبحانه وتعالى وإرشاد الناس إلى طريق الهداية والاستقامة. توفي يوم الجمعة الخامس عشر من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني سنة ١٤٢٠ﻫ الموافق لعام ٢٠٠١ م بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر يناهز التسعين عاما تاركا إرثا علميا وفكريا خالدا سيظل مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة بإذن الله تعالى.