جزاء الظالم عند الله: بين الوعيد والرحمة الإلهية

الحمد لله الذي شرع لنا دينًا سليمًا، وهدانا إلى طريق الحق والعدل. إن الظلم من أكبر الذنوب وأشدها عقوبة، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز، حيث

الحمد لله الذي شرع لنا دينًا سليمًا، وهدانا إلى طريق الحق والعدل. إن الظلم من أكبر الذنوب وأشدها عقوبة، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز، حيث قال سبحانه: "أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ" (هود:18). كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من عواقب الظلم، حيث قال: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة".

إن جزاء الظالم عند الله شديد، فقد وعد الله تعالى بأن يأخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر، كما قال سبحانه: "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ" (إبراهيم:42). وقد ورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا".

ومع ذلك، فإن رحمة الله واسعة، فقد فتح باب التوبة أمام كل ظالم، حيث قال سبحانه: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" (النساء:48). كما أن العفو عن الظالم من صفات الكرام، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على العفو والصفح، حيث قال: "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً".

وفي المقابل، فإن للمظلوم حقوقًا يجب أن تُحفظ، فقد أباح الشرع للمظلوم أن يدعو على ظالمه بقدر جنايته، كما ورد في الحديث: "إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته". ومع ذلك، فإن العفو عن الظالم أفضل وأجرُه عند الله أعظم، كما قال تعالى: "وَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِين".

وفي الختام، نسأل الله أن يجنبنا الظلم وأن يرزقنا العفو والصفح، إنه سميع مجيب.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer