الدعوة إلى الله عز وجل هي واجب عظيم على كل مسلم، وهي طريق النور والبركة في حياة الفرد والمجتمع. تتجلى ثمار الدعوة إلى الإسلام في تثبيت الداعية على طريق الحق والصواب، وتحقيق الأجر الكبير من الله -تعالى- الذي يستمر حتى بعد وفاة الداعية. كما تمنح الدعوة إلى الإسلام البركة في حياة الداعية وأهله، وتكسب محبة الناس وألفة قلوبهم.
اهتم السلف الصالح بالدعوة إلى الإسلام وإلى الله عز وجل، واجتهدوا في ذلك اجتهاداً عظيماً. ومن الأمثلة على ذلك، نادى الإمام مالك بن دينار لصاً دخل ليسرقه، فلم يجد شيئاً، وقال له: "لم تجد شيئاً من الدنيا، فهل تريد شيئاً من الآخرة؟"، فقال اللص: "نعم"، فأرشده الإمام إلى التوبة والصلاة. وقال الإمام عبد القادر الجيلاني: "أراد الله مني منفعة الخلق؛ فقد أسلم على يدي أكثر من خمسمئة، وتاب على يدي أكثر من مئة ألف، وهذا خير كثير".
كما روى الحافظ عمر البزار عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه كان في صغره يعترضه يهودي في طريقه إلى المكتب، وكان يعلم اليهودي بطلان ما يدينه من دين اليهودية، فأسلم الرجل وحسن إسلامه ببركة الشيخ على صغر سنه.
هذه الأمثلة تظهر أهمية الدعوة إلى الله ونتائجها المباركة في حياة الأفراد والمجتمعات. إن الدعوة إلى الإسلام هي وسيلة لنشر الخير والبركة، ورد دعوات المضلّين والمشككين في دين الإسلام، وإظهار عزّة الإسلام والمسلمين والنصر لهم.