عقد النكاح الشرعي يُعد ركنًا أساسيًا في الزواج وفق الشريعة الإسلامية، وهو اتفاق رسمي بين الرجل والمرأة لإنشاء علاقة زوجية مستدامة ومباركة. هذا العقد ليس فقط وثيقة قانونية، ولكنه أيضًا تعهد روحي يوجه حياة الزوجين ويحدد حقوق وواجبات كل طرف تجاه الآخر. في الدين الإسلامي، يتم تنظيم مراسم هذا العقد بدقة لتتوافق مع القيم والمبادئ التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
في جوهر الأمر، يشكل عقد النكاح بداية حياة جديدة مليئة بالمسؤوليات المتبادلة والأخلاق الحميدة. يلعب الإمام أو المحرم دور الوسيط الهام خلال هذه العملية الهامة، فهو الذي يقوم بتيسير الاتفاق والتأكيد على الأمانات المتعلقة بالحقوق والحريات داخل المنزل الإسلامي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لأقرباء العروس والعريس حضور الحفل لتقديم الدعم والمعرفة حول أهمية هذا اليوم الفريد.
بدايةً، ينبغي توافر بعض الشروط الأساسية قبل إجراء عقد النكاح. أولها القدرة الجسدية والنفسية للطرفين على تحمل المسؤوليات الزوجية؛ ثانيها وجود قبول الطرفين للعقد دون إكراه أو ظلم؛ وأخيراً، ضرورة معرفة نسب كلا الطرفين وعدم وجود مانع شرعي مثل التشابه الوثيق (الزواج الأقارب). بمجرد استيفاء تلك الشروط، تبدأ الخطوة الأولى وهي "الخطبة"، والتي تعتبر عرضاً غير ملزم من قبل ولي أمر الفتاة للموافقة عليها أو رفضها بناءً على مواصفات وآراء مختلفة تتعلق بالأهل والجيران وغيرهما ممن يعرفون الفتاة جيدا.
بعد الموافقة على الخاطب وعرض شروطه المالية وغيرها مما اتفق عليه بشكل واضح وصريح، يأتي دور كتابة سند زواج موثوق أمام شاهدين عادلين أثناء أداء الصلاة الرباعية حيث يجلس الخاطبان مقابل بعضيهما البعض تحت قيادة القاضي الشرعي المعروف بالقاضي الشرعي والذي يحضر معه كتاب الله العزيز ليباشر عملية عقد النكاح. عند الانتهاء من جميع الاجراءات القانونية والدينية اللازمة لصحة عقده، يستأنف الاحتفالات الرسمية بحضور أفراد الأسرة والضيوف المقربين الذين يدعون للأزواج بالسعادة والاستقرار فيما بعد البيعة المقدسة لله تعالى ثم للجنس البشري كافة. إنه يوم مميز لحياة دنيوية أخرى تنطلق نحو مستقبل سعيد بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى عز وجل وحده لا شريك له جل وعلى.