الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
صلاة التهجد هي صلاة النافلة التي تُؤدى في آخر الليل، وهي من أفضل النوافل وأجلها عند الله تعالى. وقد اختلف العلماء في عدد ركعاتها، فذهب بعضهم إلى أنها لا تحدد بركعات معينة، بينما حددها آخرون بركعات معينة.
اتفق الفقهاء على أن أقل عدد لركعات التهجد هو ركعتان خفيفتان، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح صلاته بركعتين خفيفتين".
أما أكثر عدد لركعات التهجد، فقد اختلف فيه العلماء:
- الحنفية: قالوا إن أكثر عدد لركعات التهجد هو ثماني ركعات.
- المالكية: قالوا إن أكثر عدد لركعات التهجد هو عشر ركعات أو اثنتا عشرة ركعة.
- الشافعية: قالوا إن أكثر عدد لركعات التهجد لا يحصر، وأن السنة هي ما يؤخذ من عبارات فقهاء الحنابلة.
- الحنابلة: قالوا إن أكثر عدد لركعات التهجد هو إحدى عشرة ركعة، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة.
ومن الجدير بالذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة في تهجده، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، ولكن هذا لا يعني أن هذا هو الحد الأقصى لعدد الركعات، بل يمكن للمسلم أن يصل إلى أكثر من ذلك دون حصر.
وفي النهاية، فإن السنة هي أن يختم المسلم صلاته بالوتر في آخر الليل، وأن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة في سجوده وفي دعائه بعد الصلاة. والله أعلم.