لقد منح الله سبحانه وتعالى الإنسان مكانة سامية ومكانا رفيعا بين مخلوقاته، مما يؤكد تقديس الخالق للحياة البشرية واحترامه لها. هذا الأمر مذكور بشكل متكرر في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فالإنسان خلق بتفرد، فهو خليفة الله في الأرض كما جاء في الآية الكريمة "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ..." (الإسراء:70). هذه الآية تشير إلى الكرامة العظمى التي حظي بها الإنسان نتيجة اختياره ليكون وكيلا لله وحافظا لمخلوقاته.
كما أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم على أهمية قيمة الحياة الإنسانية في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، وأشار بالإصبع السبابة والوسطى يفرقان قليلاً للإشارة إلى قرب منزلتهما في الجنان. وهذا يشجع المسلمين بشكل مباشر على الرعاية والحماية للآخرين خاصة الأطفال والضعفاء منهم.
بالإضافة لذلك، فإن الإسلام يدعو أيضا للأخذ بالأسباب والعيش بروح المسؤولية تجاه البيئة والموارد الطبيعية الأخرى، وهي رسالة واضحة بأن تكريم الإنسان ليس فقط فيما يتعلق بالمعاملة الأخلاقية بل أيضًا باستخدام الموارد بطريقة مستدامة وعدم الإساءة للمحيط الحيوي.
وفي نهاية المطاف، فإن تكريم الله للإنسان يأتي مع مسؤوليات عظيمة تتطلب التفاني والإخلاص والتقيّد بالقيم الدينية والأخلاقية.