في سلسلة الأحداث التاريخية التي رصدتها النصوص القديمة والدراسات الحديثة، تبرز قصة فرعون المصري كواحدة من أكثر المواضيع شيوعاً وتشويقًا. وفقا للروايات القرآنية والعلمانية المشتركة، غادر فرعون مصر مع جنوده باتجاه البحر الأحمر للهروب من موسى عليه السلام والمؤمنين الذين انضموا إليه. ومع ذلك، فإن موقع الغرق الفعلي لفرعون وجيشه يظل لغزا مثيرا للاهتمام حتى يومنا هذا.
وفقًا لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قيل إن البحر ابتلع فرعون وجنده؛ وقد وردت هذه المعلومة أيضًا في العديد من التفسيرات الإسلامية للإنجيل اليهودي والنصوص المصرية القديمة مثل كتاب "حياة هرماس". تشير بعض التحقيقات الحديثة إلى وجود دليل مادي يدعم هذا الحدث على ساحل بحر القلزم بالبحر الأحمر.
وقد عثر علماء الآثار مؤخراً على آثار تحليلها العلماء بشكل مكثف -تشمل أحجار وأدوات تعود للعصور الفرعونية مكتوب عليها "مقبرة فرعون"، بالإضافة إلى حفر ضخمة قد تكون نتاج هجوم بحري كبير. كما تم اكتشاف مجموعات كبيرة من المعادن والأجهزة التقنية المحطمة مما يشير إلى كارثة هائلة حدثت هناك ذات مرة.
على الرغم من عدم القدرة العلمية النهائية لتأكيد مكان محدد للغرق، إلا أنه يمكن اعتبار مواقع مثل خليج العقبة وباب المندب ضمن مناطق محتملة لما أسماه المؤرخون القدماء بـ "البحر الأحمر الشرقي". هنا، ربما واجهت قوة فرعون مصيرها بينما اتجهت نحو البوابة الشرقية عبر شبه الجزيرة العربية قبل الوصول أخيرا إلى موطنها الأخير تحت الأمواج الهائجة للشاطئ الأفريقي الشرقي لبحر العرب.
في نهاية المطاف، يبقى غموض مشاركة فرعون الأخير في الحياة الدنيا مغلقًا أمام الشواهد الحسية فقط - رغم أنها مفتوحة دائمًا للتأويل والتخمينات بناءً على القصص والخرائط الطويلة المدى منذ أيام المملكة القديمة بمصر.