استمرت الدولة الأموية لما يقرب من تسعين عاماً، شهدت العديد من الشخصيات المؤثرة التي تركت بصمة واضحة في التاريخ الإسلامي. فيما يلي نظرة عامة موجزة حول بعض أهم خلفاء هذه الحقبة العظيمة.
- معاوية بن أبي سفيان: يُعتبر معاوية أول خليفة أموي، تولى الحكم بعد وفاة علي بن أبي طالب. عرف بحنكته السياسية وإدارته الحكيمة للدولة، ونجح في توسيع رقعة الدولة وتوطيد سلطتها. خلال فترة حكمه الطويلة نسبيًا - والتي امتدت لأربعين سنة تقريبًا - قام بإنشاء أسس نظام الإدارة المركزي للإمبراطورية الإسلامية المترامية الأطراف آنذاذاً. وقد وضع مبادئ ثابتة لإدارة الشؤون الداخلية والخارجية للخلافة، مما مهد الطريق للحكام اللاحقين.
- يزيد بن معاوية: تولى يزيد خلافة أبيه ومعروف عنه أنه زاد من قوة الجيش الأموي وحشد الجيوش لمقاومة الثورات ضد السلطة المركزية. كما شجع الفنون والأدب والعلم، ما جعله يدعم بناء المساجد والمكتبات والمعاهد العلمية. وعلى الرغم من ذلك، اشتهر أيضاً بتدخله الديني وموقفه بشأن الفتنة الثانية التي أدت إلى مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه. هذه الفترة كانت مليئة بالصراعات والصراعات المضادة داخل المجتمع الإسلامي.
- عبد الملك بن مروان: رغم بداية عصره بمواجهات وصراعات داخلية كبيرة نتيجة للمعارضة له من قبل بني هاشم وأتباعها، إلا أنه نجح بشكل ملحوظ في توحيد البلاد تحت قيادة واحدة مرة أخرى واستعادة النظام والاستقرار الداخلي. ومن أشهر إنجازاته إنشاء مسجد القبة الصخرية في القدس وبداية ترميم المسجد النبوي بالمدينة المنورة. بالإضافة لذلك، زاد من سلطة البيعة الدينية وخلق شعور بالتبعية لدى رعاياه تجاه آل البيت الكريم مباشرة.
- وليد بن عبد الملك: وصف بأنه واحد من أقوى حكام الدولتين الفاطمية والإخشيدية بسبب سياساته الاقتصادية البارعة وسياسته الخارجية الناجحة للغاية. طوال مدة حكمه القصير نسبياً - حوالي عشر سنوات فقط – تمكن وليد من تعزيز التجارة الدولية والدبلوماسية بين العالم الإسلامي والحضارات الأخرى مثل الرومان والفرس والسريان وغيرها الكثير. ولعب دوراً أساسياً في فتح مدينة "القرم" حاليًا وقصرها الشهير الذي يكشف اليوم عن روائع فن الزخرفة الإسلامية الجميلة.
- هشام بن عبد الملك: آخر حاكم مسلم يحكم جميع مناطق الامبراطوريه الاسلاميه وهو مشهور بإصلاحات قضائية كثيرة هدفت لتطبيق العدالة الاجتماعية وتعزيز حقوق الفقراء والأيتام وكبار السن ضمن مجتمع موحد ومتكامل اجتماعياً واقتصادياً ودينياً أيضًا! وكان لديه اهتمام خاص بشؤون التعليم والتطوير الثقافي فقد أمر بإنشائ كتاب كبير يحتوي على الآثار القديمة للقانون المدني الإسلامي والذي يعرف الآن باسم 'كتاب هشام'. وفي نهاية الأمر، اكتفى هذا الكتاب بأن أصبح مرجعا رئيسيا لكل محترف قانوني منذ ذلك الوقت حتى يومنا الحالي!
هذه مجرد نبذة مختصرة عن بعض أكثر شخصيات دولة بني أميه شهرة عبرالتاريخ الإسلامي الغني بتاريخه العريق بالإنجازات الرائدة!