الإسلام دين يحث بشدة على تعزيز العلاقات الطيبة والمودة بين البشر بشكل عام وبين الأقارب والجيران بشكل خاص. يعتبر القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة الجار جزءاً أساسياً من حياة المسلم اليومية ويؤكد على أهمية احترامه ومعاملته بالعدل والإحسان.
في الحديث القدسي يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم "اللهم إني أبرأ إليك مما يسمع الناس"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما الجار لجارك ما جار عليك". هذا الحديث يؤكد أن علاقة الجار ليست مجرد علاقة مجاورة فقط، بل هي علاقة قائمة على التعاون والاحترام المتبادل حتى لو كانت هناك صراعات صغيرة.
يشدد الدين الإسلامي على ضرورة تقديم العون للجيران ونشر السلام والأمان داخل مجتمعاتنا المحلية. فعلى سبيل المثال، ففي حديث آخر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يوضح كيف يستحق الجار الكثير عندما يعامله المرء بإحسان ويتذكر أنه سيواجه يوماً حاسماً أمام الرب عز وجل وهو الحساب الأخير حيث سيسأل كل شخص عن تصرفاته تجاه الآخرين بما في ذلك معاملة الجيران.
بالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من الإرشادات العملية التي يمكن للمسلمين اتباعها لتحقيق هذه القيم. مثل تقديم الطعام لهم عند وجود حاجة ملحة، دعمهم أثناء المرض أو الضيق، وعدم إيذاء سمعتهم عبر الغيبة والتشهير بهم. كما تشجع النصوص الدينية المسلمين أيضًا على مشاركة الخير مع جيرانهم بدون انتظار مقابل مقابل.
وفي النهاية فإن الوفاء بحقوق الجار ليس فقط واجباً دينياً ولكنه أيضاً عامل أساسي لبناء مجتمع قوي ومتماسك تقوم فيه الثقة والتعاون والحب كأساس لأي روابط اجتماعية ناجحة. إن احترام وتعظيم مكانة الجار وفق التعاليم الإسلامية يساهم بلا شك في خلق بيئة أكثر سلاماً وسعادة للجميع.