في الفلسفة الإسلامية والقرآن الكريم، يعتبر "اليوم الآخر" أو "يوم القيامة" حدثاً محورياً يُتوقع فيه انتهاء الحياة الدنيا وبدء حياة أخرى. ضمن هذا السياق، يشار إلى لحظة بدء إحياء الموتى باسم "النفخة الأولى"، والتي غالبًا ما تُعرف أيضاً بالصوت الأول أو النداء الأول. هذه اللحظة لها أهميتها البالغة في العقيدة الإسلامية لأنها تمثل بداية التحول الكبير للأرواح البشرية نحو الجنة أو النار.
وفق القرآن والسنة النبوية الشريفة، فإن الله سبحانه وتعالى سيُنفخ في الصور (بوق النبي إسرافيل) مرة واحدة رائحة كريهة لتكون علامةً على نهاية العالم كما نعرفه الآن. ثم يأتي الصوت الثاني بعد فترة قصيرة وهو مسموع جميل يدل على إعادة الروح للحياة.
هذه العملية المعقدة والمذهلة تتضمن إرجاع جميع الكائنات الحية إلى حالة حيوية كاملة، بما فيها النباتات والحيوانات والبشر. كل شخص سيعود إلى حالته الطبيعية قبل موته، لكنه سيكون مستعدًا لمواجهة عاقبة أعمال حياته.
بالتالي، يمكن القول إن النفخة الأولى ليست مجرد صوت بسيط ولكنها فعل ذو دلالة هائلة يعبر عن قوى خالق الكون التي تستطيع تحريك الظروف وتغيير مسارات التاريخ الإنساني برمتها. إنها دعوة للتأمل العميق حول مسؤوليات الإنسان وأفعاله أثناء وجوده في عالم الأرض الزمني القصير نسبياً بالمقارنة مع حياة الآخرة الأبدية.