في التاريخ الإسلامي، يعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم شخصية أساسية ومحورية. ولد في مكة المكرمة عام 571 ميلادي، وهو ابن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي القرشي. لم تكن ولادته موثقة تاريخياً لكنها معروفة عبر الروايات الإسلامية المتوارثة. تربى بعد وفاة أبيه تحت رعاية عمه أبو طالب.
بدأ نبوءته عندما بلغ الأربعين من عمره بفترة الرؤيا التي أصبحت حقيقة. كان الوحيد بين الأنبياء الذين لم يؤتوا كتاباً مكتوباً؛ بل كانت الوحي ينزل إليه مباشرةً من خلال جبريل عليه السلام. رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم حملت دعوة للإصلاح والتجديد في المجتمع البشري جمعاء. هذه الرسالة تضمنت تعليمات حول كيفية التعامل مع الآخرين بكل عدل ورحمة، كما سلط الضوء على أهمية الأخلاق الحميدة والعيش وفق قيم الرحمة والعدالة الاجتماعية.
أسلوبه في الدعوة إلى الدين الإسلامي كان لطيفاً وسلساً رغم الصعوبات الكبيرة التي واجهها. لقد أكد دوماً على ضرورة الحوار والمناقشة الهادئة بدلاً من العنف والقسر. حتى أنه دعا لاحترام الكنائس والمعابد الأخرى خارج الإسلام كجزء من حق الفرد في حرية الدين.
بفضل جهوده الدؤوبة، انتشر الإسلام بسرعة كبيرة ليصبح دين عالمي اليوم، مع وجود أكثر من مليار مسلم يعيشون ويعتنقون هذه العقيدة المباركة. خلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم تراثاً غنياً يشمل القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، والتي تعتبر مرشدين رئيسيين للمسلمين حتى يومنا هذا. رحيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم جاء قبل ظهور الدولة الإسلامية الموحدة ولكنه وضع أساساً متينا لها لبناء مجتمع قائم على العدالة والإنسانية.