الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
تختلف كفارة الصيام حسب الحالة التي أدت إلى عدم الصيام. فإذا أفطر الشخص في رمضان لغير عذر شرعي، كعدم القدرة على الصيام بسبب المرض أو الكبر، ثم توفي دون قضاء الصيام، فإن كفارة الصيام هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره. ويقدر مقدار الكفارة بمُدٍّ من طعام، وهو ما يعادل حوالي 750 جراماً تقريباً من القوت اليومي في البلد. وهذا هو رأي جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.
أما إذا كان الشخص قادرًا على الصيام ولكنه تأخر في قضاء الصيام إلى دخول رمضان آخر، فإن كفارة الصيام هي إطعام مسكين عن كل يوم تأخر فيه القضاء. ويقدر مقدار الكفارة أيضاً بمُدٍّ من طعام، وهو ما يعادل حوالي 750 جراماً تقريباً من القوت اليومي في البلد. وهذا هو رأي جمهور الفقهاء أيضاً.
ومن المهم أن نلاحظ أن الكفارة لا تجزئ إلا بالإطعام، ولا يجزئ إخراج النقود في فدية الصوم. وقد أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأن الكفارة لا تجزئ إلا بالإطعام، وأن إخراج النقود لا يجزئ.
وفي حالة تأخير القضاء بسبب مرض أو سفر أو حمل أو رضاع يشق عليها الصوم معهما، فإن على المرأة فقط القضاء دون كفارة. أما إذا كان التأخير بغير عذر شرعي، فإن على الشخص القضاء وكفارة إطعام مسكين عن كل يوم تأخر فيه القضاء.
ومن المهم أيضاً أن نذكر أن الكفارة يجب أن تكون عن كل يوم أفطره الشخص أو تأخر فيه القضاء، ولا يجوز الجمع بين الأيام. فإذا أفطر الشخص عشرة أيام، فعليه إطعام عشرة مساكين عن كل يوم.
وفي الختام، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً للقيام بواجباتنا الدينية على أكمل وجه.