فسخ النكاح يُعتبر أحد المواضيع الحساسة والمهمة في الفقه الإسلامي والتي تتطلب دراسة متأنية بناءً على الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة. يشير مصطلح "فسخ النكاح"، كما يعرف علماء الدين، إلى عملية إنهاء عقد الزواج بشكل رسمي وتام بين الزوجين. هذا الإجراء ليس محصوراً فقط عند وجود خلافات زوجية حادة، ولكنه يمكن أيضاً أن يحدث لأسباب أخرى مثل عدم قدرة أحدهم على أداء واجبات العلاقة الزوجية حسب رؤى الفقهاء المختلفة.
في الشريعة الإسلامية، هناك عدة طرق لفسخ النكاح، وكل طريقة لها شروطها الخاصة وأحكامها القانونية الدقيقة. أول هذه الطرق هي الطلاق وهو ما يريده الرجل عادة لإلغاء الزواج. ومع ذلك، فإن المرأة لديها الحق أيضًا في طلب فسخ النكاح تحت ظروف معينة. يمكن للمرأة أن تطالب بذلك إذا كانت غير قادرة جنسياً على استكمال الالتزامات المتوقعة منها كزوجة أو إذا كان الزوج مقصرًا بشدة في حقوقها المالية وغيرها من الحقوق المنصوص عليها بموجب قانون الأحوال الشخصية الإسلامي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتم فسخ النكاح بسبب حالات خاصة كتغيب الزوج لفترة زمنية طويلة بدون سبب شرعي، مما يعطي حق للزوجة في المطالبة بالانفصال بعد فترة انتظار معينة تسمى "العِدّة". كذلك، لو اتضح أن الشخص الذي تزوجه لم يكن ذكرا بل امرأة، فهذا يعد سبباً آخر لفسخ النكاح وفقاً للشريعة الإسلامية لأن الوثيقة التي تربط بينهما تعتبر باطلة منذ البداية ولا تحتاج للتوضيح أو القرار الرسمي عبر المحاكم الشرعية.
وفي كل حالة من حالات فسخ النكاح، يجب مراعاة القوانين المحلية والنظام الجاري بها العمل في البلد المعني بالأمر نظرًا لتعدد التفسيرات والتقاليد المرتبطة بكيفية تطبيق الحكم الشرعي عمليا. وبصفة عامة، ينصح دائماً بالتوجه للاستشارة مع عالم دين مختص قبل تقديم طلب فسخ النكاح للحصول على المشورة المناسبة والدعم الروحي أثناء هذه الفترة الحرجة.