معركة أحد كانت واحدة من أهم المعارك في تاريخ الإسلام وكانت لها تداعيات كبيرة على المسيرة الإسلامية الأولى. وقعت هذه الغزوة في العام الثالث للهجرة الموافق لعام 625 ميلادي بعد شهرين فقط من نصر المسلمين العظيم في بدر. رغم عدم نجاح المسلمين عسكرياً بشكل كامل في أحد، إلا أنها تركت أثراً عميقاً في نفوس المحاربين والمؤمنين. دعونا نتعمق أكثر لنفهم الحقائق الدقيقة بشأن عدد الشهداء الذين سقطوا خلال تلك الأحداث المؤسفة.
وفقاً للمصادر التاريخية الإسلامية، فقد بلغ عدد الشهداء حوالي سبعين شهيداً وفقاً لما ذكره الإمام البخاري ومسلم بن الحجاج النيسابوري، بينما ذكر ابن هشام وابن سعد بأن العدد وصل إلى ثمانٍ وسبعين شهيداً. ومن أشهر هؤلاء الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم النبي محمد صلى الله عليه وسلم والذي أصبح يعرف باسم "أسد الله". هذا الرقم يشمل أيضاً العديد من الصحابة المبكرين مثل مصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وغيرهما ممن كانوا جزءاً أساسياً من الجماعة المؤمنة آنذاك.
بالإضافة لذلك، فإن خسائر الجيش المناوئ يقدرها البعض بحوالي ثلاثمائة قتيل حسب الروايات المتداولة بين المؤرخين القدماء. ولكن يجب التنويه هنا إلى اختلاف بعض التفاصيل الصغيرة عبر مختلف الروايات مما قد يؤدي لتغير تقديرات دقيقة لأعداد الخسائر البشرية مباشرةً قبل وبعد القتال.
هذه المعركة التي توصف أحياناً بالـ"أحد"، والتي كانت أول هزيمة كبيرة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ومرافقه العزيز، أدت كذلك لإعادة النظر والاستراتيجية الجديدة داخل المجتمع الإسلامي الصاعد وقتها. وقد تعلم المسلمون منها دروساً ثمينة حول الدفاع والتكتيكات الحربية مما أسفر مستقبلاً عن انتصارات ساحقة ضد خصوم أقوى بكثير عدداً وتجهيزاً. وبالتالي، تعتبر غزوة أحد نقطة تحول مهمة ضمن مسيرة بناء الدولة الإسلامية المبكرة وما زالت مصدر إلهام حتى يومنا هذا لكثير من الأفراد والجماعات المرتبطة بتلك العقيدة المباركة.