- صاحب المنشور: عبدو الزاكي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، أصبح تناول الطعام بأسعار معقولة أكثر سهولة بفضل انتشار المزارع العملاقة أو "العملاق الأخضر". هذه المزارع الكبيرة التي تعمل بأعداد هائلة من الحيوانات غالبا ما توفر كميات كبيرة من اللحوم ومنتجات الألبان وبأسعار تنافسية. ولكن هل هذه الأسعار المنخفضة تأتي على حساب بيئتنا؟ دعونا نستكشف التأثيرات البيئية لهذه العملية الصناعية الزراعية.
الانبعاثات الغازية الدفيئة
يعتبر قطاع الثروة الحيوانية واحدا من أكبر مساهمين في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. وفقا لـ Food and Agriculture Organization (FAO)، فإن هذا القطاع مسؤول عن حوالي 14% من جميع الانبعاثات الحرارية البشرية. تتضمن هذه الانبعاثات كل شيء بدءا من اعتماد المزرعة على الوقود الأحفوري لإنتاج الأعلاف وحتى عملية الهضم الطبيعي للحيوانات نفسها والتي ينتج عنها ميتان - وهو أحد غازات الدفيئة القوية. تشير الدراسات إلى أن بعض الأنواع الرئيسية من حيوانات المزرعة مثل البقر والخنازير قادرة على إنتاج مستويات عالية نسبيا من غاز الميثان.
بالإضافة لذلك، هناك تأثير مباشر آخر يتمثل في قطع الأشجار لتحويل الأرض إلى مراعي زراعية وتوسيع المدن المرتبطة بها. يؤدي فقدان الغابات الناجم عن ذلك ليس فقط إلى تقليل امتصاص ثاني أكسيد الكربون لكن أيضا يتسبب في زيادة انبعاثات الكربون بسبب الاحتراق المحلي للأخشاب والحطب كوقود للتدفئة الطبخ.
تلوث المياه والتربة
يمكن لممارسات الإدارة غير الفعالة للنفايات الصلبة والسائلة المتولدة بالمزارع العملاقة أن تلحق ضرراً خطيرا بالبيئة المجاورة لها. عادة ما تحتوي فضلات الحيوانات ومياه المجاري الصناعية المستخدمة في تنظيف المباني والمعدات على نسبة عالية من المواد العضوية والنيتروجين والفوسفور، مما قد يعطل النظام البيئي الطبيعي عند تصريفها مباشرة إلى المسطحات المائية القريبة. يمكن لهذا النوع من التصريف الإفراطى أن يساهم في ظاهرة تسمى "الإخصاب"، حيث يحدث نمو عشوائي وغير متوازن لعوالق النباتات الصغيرة والكائنات الشبيهة بالأعشاب البحرية التي تموت لاحقا لتتعفن مدفوعة باستهلاك الأكسجين اللازم للحياة بالنسبة لصغار الأسماك الأخرى.
كما يلعب استخدام الأسمدة الكيميائية والأدوية المضادة للعفن دورا مهما فيما يتعلق بالتلوث الجماعي للمياه الجوفية وجريان التربة التقليدية. عندما تهطل الأمطار بغزارة بعد رشّ تلك الكميات الضخمة من المواد فوق سطح الأرض، فإن جزءاً منها يذوب ويتغلغل عبر الطبقات السفلى حتى يصل في النهاية إلى مصادر مياه الشرب وأنظمة الغذاء البرية والبحرية ذات المستوى الأعلى في السلسلة الغذائية.
الاستنزاف البيولوجي والتغير المناخي
إن الاعتماد الكبير الذي تتميز به المحاصيل المعتمدة أساسا على تربية المواشي داخل نظام غذائي عالمي واحد يشكل عبئا كبيرا على المخزون العالمي من موارد التربة والماء. فمثلا، تحتاج محاصيل الذرة وفول الصويا - وهي ركيزة أساسية لتغذية العديد من أنواع المواشي المعيشة ضمنülke scales-\u00e7i\u0131- - لكميات كبيرة جدًّا من الماء والعناصر المغذية الخاملة مقارنة بنظيراتها النباتية الأكثر استقلالية بذاتها؛ وهذا يعني ضمنا عدم قدرتها على التحمل لفترة طويلة أمام الظروف المناخية القاسية وما يصاحبها عموماً من عمليات تجفيف وإزالة لأجزاء واسعة من اراضينا الوسطى الصحراوية خصيصًا خلال فترات الجفاف والعواصف الرملية المدمرة المنتشرة حاليًا بوفرة حول منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة العربية تحديدا دون ذكر مناطق أخرى مشابه لها طبائع اقليميه مختلفة تمام الاختلاف !! ...هذه الوضعيتها الخاصة ستتطلب حتما إعادة النظر مجدداً واستراتيجياً نحو طريقة إدارة أفضل لأنظمة الري الحديثة وكذلك المقابل لها سياسة شاملة لحماية
