الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وشرع لنا أحكامًا تنهانا عن الفساد، وتقودنا إلى الفلاح. إن فترة الخطوبة في الإسلام لها ضوابط شرعية محددة، تهدف إلى حماية حقوق الطرفين، وتجنب الفتنة، وضمان بناء علاقة مبنية على أسس سليمة.
في الإسلام، الخطبة هي إبداء الرجل رغبته في الزواج من المرأة وقبولها هي ووليها لهذه الرغبة، والتواعد على إبرام عقد الزواج مستقبلاً. وهي ليست زواجًا ولا شبهة زواج؛ وإنما هي مواعدة على الزواج بين رجل وامرأة، لا تُثبت حقًّا ولا تُحِلُّ حرامًا.
من أهم الضوابط الشرعية لفترة الخطوبة ما يلي:
- إباحة النظر للمرأة عند الخطبة: يجوز للخاطب النظر إلى مخطوبته، ولكن بشرط أن يكون ذلك في حدود ما يدعو إلى نكاحها، وأن يكون ذلك بإذن وليها. كما يجب أن يكون النظر بقدر الحاجة، دون تجاوز أو شهوة.
- عدم جواز التقدم لخطبة امرأة مخطوبة لغيره: لا يجوز شرعًا لرجل أن يتقدم لخطبة امرأة مخطوبة لغيره، ولا أن يسعى لحَمْلها أو حَمْل أهلها على فَسْخ خطبة غيره ليخطبها لنفسه.
- كراهة العدول عن الخطبة إلا لمصلحة مشروعة: يكره شرعًا لكل من الخاطب والمخطوبة العدول عن الخطبة إلا لمصلحة مشروعة، كنقص ظهر له في دين الآخر أو خلقه أو اعوجاج مسلكه أو لأمر نفسي يصعب احتماله.
- حرمة الخلوة بين الخاطب والمخطوبة: لا يجوز شرعًا أن يخلو الخاطب بمخطوبته في مكان مغلق، لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والوقوع في المحرمات.
- حرمة التحدث مع المخطوبة بغير حاجة: لا يجوز للخاطب أن يتحدث مع مخطوبته بغير حاجة، لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والوقوع في المحرمات.
- حرمة المصافحة بين الخاطب والمخطوبة: لا يجوز شرعًا أن يصافح الخاطب مخطوبته، لأن ذلك قد يؤدي إلى الفتنة والوقوع في المحرمات.
- حرمة المعانقة والتقبيل بين الخاطب والمخطوبة: لا يجوز شرعًا أن يعانق الخاطب مخطوبته أو يقبلها، لأن ذلك من المحرمات التي نهى عنها الإسلام.
- الصفة الشرعية للخطبة: يجب أن تكون الخطبة صفة شرعية، بمعنى أن تكون مبنية على أسس سليمة، وأن تكون بعيدة عن أي ممارسات غير شرعية أو غير أخلاقية.
- العدول عن الخطبة: إذا رأى الخاطب أو المخطوبة مصلحة في العدول عن الخطبة، فيجب عليهما أن يعلما الآخر بذلك، وأن يكون العدول بطريقة محترمة وبعيدة عن الإساءة أو الظلم.
- **ع