التسامح هو إحدى أهم الصفات الإنسانية التي دعا إليها الإسلام وحث عليها منذ نشأة البشرية الأولى. وقد كان خير دليل على ذلك رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ترك لنا العديد من الأمثلة الرائعة للتسامح والعفو والصفح عن الآخرين، رغم ما تعرض له من إيذاء وعدم تقدير خلال دعوته لنشر رسالة الحق والعدالة.

كان لسيرة النبي الكريم وقع كبير لدى المسلمين عبر التاريخ، إذ تجسد فيها أعلى درجات التقوى والإنسانية، والتي تعد مثالا يحتذى لكل فرد يسعى لتحقيق الفضائل والقيم النبيلة. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم بأنه صاحب أخلاق عظيمة عندما وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله: "وإنه لكريم أخلاق".

وتلك بعض القصص المؤثرة التي تظهر مدىتسامه النبي صلى الله عليه وسلم:

قصة الرجل الذي شد رداءه

كان الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه يسير برفقة النبي الكريم مرتدياً ثوباً سميكاً، وفجأة جاء أحد الأعراب ومسك بردائه بقوة مما أدى لإحداث أثره على رقبة المصطفى صلى الله عليه وسلم. بدلاً من الاحتجاج أو الدفاع عن نفسه، خاطب النبي الأعرابي باحترام طلب منه عطاياه، فعفا عنه وأمره بإعطائه هدية رمزية.

قصة حادثة غزوة الرقاع

في واحدة من المواقف البارزة الأخرى، أثناء فترة الراحة الخاصة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم خلال غزوته ضد المرتدين المعروف بغزوات "الرقاع"، قام مشرك ينوي سوءاً بالسعي لاستغلال فرصة النوم تلك باستخراج سلاحه وإظهار نواياه العدائية تجاه سيد البشرية. لكن عزيمة النبي كانت أقوى، فنصح المتطرف قائلا:"الله سيحميني" وبذلك أقلعت روح الشر لديه وخضع للأمر الواقع بلا قوة مقاومة. وعلى الرغم من ذلك، لم يعاقب رسول الرحمة والمصالحة المعتدي، مؤكداً بذلك على نهجه المستقيم للعفو والصفح عن الجميع بما يرضي الرب جل علاه ويضمن دخوله جناته.

وبالتالي فإن حياة وعادات وانفعالات الشخصية المحورية لهذه الترجمة الحيويّة تشكل مصدعًا للإرشاد لأتباع الدين الاسلامي وتعكس دفئه وتسامحه وتعاطفه غير المقيد وذلك لتحقيق التكامل الروحي والجسماني والنفساني للقراء لاحقا ولجميع أبناء المجتمع المسلم بشكل عام. بالتالي يمكن اعتبار جانب واحد فقط من جوانب عدة أخرى طيبة للنبي Muhammadﷺ وهي تبهر وتميز بين صفاته كريما ومتفردة أمام جميع الناس الذين يبحثون ويعبرون طريق الحياة الطويل.