ازدهرت الدولة الأموية كإحدى أقوى الإمبراطوريات الإسلامية في التاريخ بعد نهاية الخلافة الراشدة. أسسها معاوية بن أبي سفيان عام 661 ميلادي، وقد اتسم عهدها بالنمو الاقتصادي الكبير والتقدم الحضاري المتنوع، بالإضافة إلى توسيع رقعة الأرض تحت سيادتها لتصل شرقاً حتى الهند وغرباً حتى الأندلس.
تميزت هذه الحقبة بتأسيس البنية التحتية القوية مثل الطرق والمساجد الضخمة التي نالت شهرة واسعة مثل المسجد الأموي الكبير في دمشق. كما شهد عصر الأمويين نهضة علمية وثقافية ملحوظة، حيث كانت دار الحكمة مركزا هاما للبحث العلمي والفكري. تشجع الإمام عبد الملك بن مروان العلماء والمفكرين وأصدر أمرا ببناء أول مكتبة عامة في الإسلام تضم آلاف الكتب بالمخطوطات الفريدة.
بالإضافة لذلك، كان للجيش دور كبير خلال فترة حكم الأمويين، فقادوا العديد من الفتوحات الناجحة سواء داخل شبه الجزيرة العربية أو خارج حدودها الجغرافية التقليدية آنذاك، مما أدى لتعزيز مكانتهم السياسية والعسكرية بشكل كبير. ومن أشهر تلك الحملات الغزو العربي لأوروبا والذي وصل عبره الجيش الإسلامي لحوض البحر الأبيض المتوسط ومصر وشمال أفريقيا والأndalus.
ومع ذلك، لم تكن فترة حكم الأمويين خالية تماما من الصراعات الداخلية والحروب الأهلية التي أثرت لاحقا على استقرار المملكة وزوالها النهائي سنة 750 م لصالح بني العباس الذين بدؤوا حقبة جديدة من تاريخ العالم الإسلامي.
وفي الختام، تعد الدولة الأموية واحدة من أهم المحطات المؤثرة في مسيرة الإسلام السياسي والثقافي والتي تركت بصمة واضحة تستحق التأمل والدراسة الدقيقة.