- صاحب المنشور: راضي بن قاسم

ملخص النقاش:
بدأ النقاش حول طبيعة الحقائق التاريخية وأثرها في تشكيل فهمنا للماضي والحاضر. ركزت الحوارات على نقطتين رئيسيتين: الأولى تؤكد أن الحقائق التاريخية ليست إلا انعكاساً للقوة والمصالح الاجتماعية، وأن فهمنا لها يتطور ديناميّاً وفق تغييرات الظروف والأذواق العالمية. والثانية تدعو لاستخدام هذه الرؤية لإعادة توجيه فهمنا للجماعي للتاريخ بشكل أكثر شمولية، وهو ما يتمثل بتوازن تقدير التقاليد بينما نبقى قادرين على النظر إليها بعيون ناقدة ومتجددة. طرحت "لمياء بن محمد"، رؤية مفادها أن التاريخ المرآة لحاضرنا ومستقبلنا، فهي ليست قائمة من الوقائع المجردة لكنها تعكس القوة والخيارات المجتمعية. وفقاً لها، يجب ألّا نتsearch عن "حقيقة" مطلقة، بل يجب التركيز على الديناميكية الغائرة بين السياسة والسرد في تحديد وجه نظرنا عن الماضي والحاضر. ومن ثم جاء رد "شكيب القروي" يؤكد الاتفاق مع نظرته المثنية التي تشدد على الطبيعة الدائمة التحول لفهمه التاريخي وذلك بسبب تأثيرات المشهد السياسي والنظام السياسي الثقافي المعاصر. وفي نهاية المطاف، يقترح الطرفان نهجا قائما على ربط احترام التراث بتاريخنا مع القدرة على تجديد الأفكار القديمة نحو مجتمع أكثر عدالة واستقرارا. وهذا النهج المقترح يكمل نقاش الأصل فيما إذا كان يجب اعتبار التاريخ ملك مشترك قابل للإعادة الصياغة أم أنه حصيلة ذات دلالات شخصية محفوفة بالمخاطر. والنتيجتان الرئيسيتان المنبثقتان من المناظرة هما التشديد على المرونة الدائمة للفهم التاريخي وانعدام وجود "حقيقة" مطلقة فيه بالإضافة لتوجيه الاستراتيجية الجديدة نحو تحقيق موازين اجتماعية أفضل عبر الجمع بين الاحترام الأصيل للماضي والقدرة البناءة على تغييره.