في الإسلام، يعتبر حفظ النظافة الشخصية جزءاً أساسياً من العبادة اليومية التي تؤثر بشكل مباشر على راحة الفرد الجسدية والنفسية. أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو فضيلة النوم على طهارة. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "لا يقربنّ أحدكم فراشه حتى يغتسل إن استطاع". هذه الأحاديث الشريفة تشير إلى أهمية الحفاظ على الطهارة قبل خلود النفس إلى النوم.
الطهارة ليست مجرد عملية تنظيف خارجي؛ إنها تجربة روحية تنعكس إيجابياً على الصحة العامة للإنسان. عندما ننام بعد اغتسالات الوضوء، نشعر بالهدوء والاسترخاء بسبب الشعور بالتطهير الروحي الذي يرافق هذا العمل الديني. كما أنه يساعد في الوصول إلى حالةٍ من الصفاء العقلي والنوم الهادئ، مما يؤدي بدوره إلى تحسين نوعية الحياة.
أظهرت الدراسات الحديثة أيضاً فوائد صحية واضحة للنوم على طهارة. فقد وجد أن الأشخاص الذين يقومون بغسل أجسامهم قبل النوم يتمتعون بنسبة أقل من القلق والتوتر مقارنة بأولئك الذين ينامون دون القيام بذلك. بالإضافة لذلك، فإن الاغتسال يمكن أن يحسن دوران الدم ويقلل احتمالية الإصابة بحالات جلدية أثناء الليل مثل الأكزيما وحكة الجلد الأخرى.
وفي سياق آخر، تعد الصحوة المبكرة بعد نوم هادئ وسليم عاملاً مهماً لنشاط وصحة الجسم والعقل خلال النهار. يقول الرسول الكريم: "طوبى لمن بات طاهرا وبكر طاهراً"، ما يعزز قيمة النقاء الداخلي والخارجي كمحرك رئيسي للنشاط والإنتاجية خلال ساعات اليقظة.
ختاماً، ليس فقط من الناحية التعبدية ولكن ايضا الصحية والنفسية، يعد النوم على طهارة ممارسة لها تأثير كبير على حياة المسلم. ومن ثم فهو دعوة كريمة للحفاظ عليها وتعزيزها ضمن نمط حياتنا اليومي لتحقيق أعلى قدر من الاستقرار والتوازن الروحي والجسدي.