- صاحب المنشور: الفقيه أبو محمد
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، تعيش البشرية ثورة تكنولوجية هائلة غيرت العديد من جوانب الحياة اليومية. وفي مقدمة هذه الجوانب يأتي قطاع التعليم الذي شهد تغييرات عميقة جراء تزايد استخدام الأدوات والتقنيات الرقمية. يُعتبر هذا التحول نحو التعلم الإلكتروني نقلة نوعية قد تسهم في زيادة الكفاءة والإنتاجية وتعزيز الوصول إلى المعلومات والمعرفة للجميع بلا استثناء؛ لكنها أيضًا تحمل مخاطر محتملة تتعلق بالإدمان والتفاعل الاجتماعي وتعميق الفجوة بين الأغنياء والفقراء فيما يتعلق بالوصول إلى المصادر الرقمية.
فوائد التحول الرقمي في التعليم:
- زيادة كفاءة التعلم: توفر المنصات المتعددة عبر الإنترنت فرصًا متنوعة لتعليم الطلاب وفقاً لأسلوب تعلمهم الشخصي. يمكن لهذه المنصات تقديم دروس فيديو، امتحانات رقمية، ومواد دراسية تفاعلية تدعم فهم المفاهيم المعقدة بطرق مبتكرة وجذابة أكثر مقارنة بالأساليب التقليدية.
- تحسين القدرة على الوصول العالمي: تمكين الأفراد الذين يعيشون بعيدًا عن المدارس أو الجامعات بسبب الظروف الاجتماعية أو الاقتصادية من الحصول على تعليم عالي الجودة يوفر لهم الفرصة لإحداث تغيير حقيقي في حياتهم وبالتالي مجتمعاتهم المحلية والدولية كذلك.
- التعلم المستمر مدى الحياة: إن وجود مواد تعليمية رقمية متاحة بحرية يخلق بيئة تشجع الناس من جميع الأعمار والأصول الثقافية على مواصلة توسيع معرفتهم وإتقان مهارات جديدة طوال رحلة حياتهم العملية والشخصية مما يؤدي لتطوير الذات والتطور المجتمعي بشكل عام.
التحديات والمخاطر المحتملة للتحول الرقمي في التعليم:
- **الإدمان وفقدان الذاكرة*: قد تصبح الاعتماد الزائد على الأجهزة الذكية واستخدام أدوات المساعدة الذكية مثل "جوجل" و"Siri" محبطا حيث أنه يحرم الدماغ من فرصة بناء شبكة قوية من الروابط المعرفية الداخلية وهذا أمر ضروري لحفظ المعلومات لفترة طويلة.
- الفوارق الاجتماعية والاقتصادية: بينما تستفيد الطبقات الغنية والمتميزة اقتصاديا كثيرا من وجود موارد رقمية غنية ومتنوعة ومتاحة بتكلفة زهيدة نسبياً، فإن ذلك يعني انقطاع تعليم الأطفال الأكثر احتياجا وغير القادرين مادياً على شراء أجهزة الكمبيوتر الحديثة والاستعانة بخدمات الانترنت عالية السرعة.
- إضعاف المهارات الشخصية والعلاقات الإنسانية: إذا تمثل دور المعلمين الحالي مجرد مراقبين ومنظمين لهندسة الصفوف الدراسية بدلاً من كونهم محفزين ومعلمين مباشرين داخل الفصل الدراسي الحقيقي فقد تؤثر هذه الحالة سلبًاعلى تطوير العلاقات الطبيعية والحميمة التي يتميز بها البيئة الأكاديمية التقليدية والتي تلعب دوراً محورياً في نضوج شخصية الطالب اجتماعياً وعاطفياً بالإضافة لفائدتها التربويه الأساسيه ايضا .
الخلاصة:
إن الجمع بين الإيجابيات والسلبية للتكنولوجيا في مجال التعليم يشكل حالة توازن معقد بحاجة لتحليل معمق قبل اتخاذ قرار بشأن اعتماد بنسبة ١٠٠٪ لأنظمة تعليم افتراضيه كامله لمواجهة الواقع الجديد . لذلك ينصح بوضع سياسات تربويه ذكيه تجمع بين المرونة والابتكار جانب ادارة عملية الانتقال التدريجي وذلك للحفاظ علي المكاسب المكتشفه حديثاً بدون التفريط بالمبادئ والقيم التاريخيه الراسخه لنظامنا教育(educational)العريق والذي امتاز دائماً بقدرته الاستثنائيه كمستودع للعقول الرائعه والكفاءات البارزة علي مر تاريخ الأمم والثقافات المختلفة حول العالم القديم والمعاصر سوآءء كانت مسلمات الدين الاسلامى الصحيح بهدا الخصوص ولعل اهم تلك المقاصد الاساسه تتمثل فيما يلي : ((