في رحلة البشرية عبر الزمن، كانت قصة بني إسرائيل جزءاً أساسياً من التاريخ الإنساني. هذه الأمة التي اختارها الله سبحانه وتعالى وأعطاها شرف الوحي والنبوة، كانت موضع تكريم خاص في العديد من الآيات القرأنية. يُذكر في النص الديني الإسلامي كيف استجاب الله لدعوات هذا الشعب عدة مرات خلال تاريخه الطويل.
على سبيل المثال، عندما كانوا عبيداً لدى فرعون، رفعهم الله ونجاهم من الظلم والإستعباد بإرسال موسى عليه السلام كرسول لهم. كما ذكر الله عز وجل في سورة الأعراف "وَإِنَّا نُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ". هنا، يعبر الله عن رغبته في إظهار نعماه العظيمة لهذا المجتمع المضطهد.
بالإضافة لذلك، منح الله شعب بني إسرائيل الشريعة الشاملة والمفصلة التي غطّت كافة جوانب الحياة بما فيها التعاملات اليومية والقوانين الجنائية والعقوبات. جاء الأمر من الله بالقول في سورة البقرة "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا". يشير هذا إلى اكتمال النعم الربانية لهم عند تقديم الدين الإسلامي الصحيح.
وفي كل مرة واجهوا تحديات ومعوقات، كان يدلهم الله الطريق ويقدم لهم الحلول المناسبة. مثلما حدث عندما كانوا يبحثون عن الطعام والشراب أثناء رحلاتهم الصحراوية، فأنزلت عليهم الملائكة طعاماً سماوياً يسمى المن والسلوى كما ذكرت القران الكريم في سورة البقرة أيضًا.
إن دراسة قصص بني إسرائيل في القرآن تعكس عدداً كبيراً من الأمثلة حول مدى لطف وصبر وتسامح الله مع شعبه المكرم منذ القدم حتى يومنا الحالي. إنها توضح أن بركة ونعمة الله ليست محصورة فقط بالإنسان الواحد ولكن يمكن توسيع نطاقهما لتشمل مجتمع كاملاً إذا ما أحسنوا استخدام تلك البركات وفق تعليماته وحده جل وعلا.