من بين الأحكام الفقهية المهمة المتعلقة بعبادات المسلمين هي "تحية المسجد"، وهي واجبة عند الدخول إليه وفقاً لمذهب جمهور العلماء. هذه السنة قد أثارت بعض الجدالات خاصة حول وقت تنفيذها، وخاصة خلال فترة خطبة الجمعة.
وفقاً لما ورد في الحديث النبوي، فإن أبو هريرة رضي الله عنه يقول: "(جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: أصليت يا فلان؟ قال: لا، قال: قم فاركع ركعتين)". وهذا يظهر أن الصحابة كانوا يؤديون تحية المسجد حتى عندما كان الإمام يخطب.
كما يشير حديث آخر إلى أهميتها أيضاً، حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "(إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)"، مما يعكس شموله لكل حالات الدخول للمسجد بغض النظر إذا كان هناك خطبتان أو واحدة فقط.
ويرى العديد من علماء المذاهب مثل الشافعية والحنابلة والظاهرية أنه مستحب أداء ركعتين خفيفتين لتحية المسجد حتى لو كانت الخطبة قائمة. بينما الحنفية والمالكية يحملون رأياً مخالفاً معتبرين بأن الأمر يكره أدائه حينئذٍ بناءً على عدة اعتبارات منها الحرص على الانصات والاستماع للإمام في الخطبة التي تعتبر فرضا شرعيا، بالإضافة إلى عدم الجمع بين الفرض والسنة.
ومن هنا يمكننا القول بأنه رغم وجود خلاف بين العلماء حول توقيت أدائها خلال خطبة الجمعة, إلا أنها تبقى سنة مؤكدة تدخل ضمن عبادات المسلم اليومية. وفي جميع الأحوال, ينصح دائماً باتباع الآراء الأكثر تقبلًا للسنة وتجنب التصرفات التي تؤثر سلبياً على جو الطاعة والصلاة.
