في حديث شريف رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العجب لأمر المؤمن! إن أمره كله خير". هذا الحديث يسلط الضوء على الجانب العجيب والإعجازي في حياة المؤمن، وكيف أن كل ما يحدث له سواء كان خيرا أم شرا يحمل بين طياته الخير والصلاح.
إن تشخيص هذه الحقيقة يحتاج إلى إيمان عميق وطاعة مطلقة لله عز وجل. فالرحمة التي تغمر قلب المؤمن في الأوقات الصعبة هي دليل على وجود خطة إلهية حكيمة تدبر الأمور بما فيه صلاح عباده. كما أن قدرته على التحمل والاستشارة عند مواجهة المصائب تعكس قوة الروحانية والتوكّل على الرب جل وعلا.
بالإضافة لذلك، نرى كيف يتم تسخير العالم الطبيعي لخدمة المؤمن؛ فالمطر ينزل وقت حاجته منه، والرزق يأتي بغزارة عندما يكون محتماً. إنها علامات واضحة على القدرة الإلهية والحكمة الربانية التي تحيط بحياة المؤمن باستمرار.
وفي النهاية، فإن تحقيق الرضا والسعادة الحقيقية ليس مرتبطاً فقط بالظروف المادية، بل يعود أساساً للإيمان الراسخ بالقضاء والقدر والثواب الأخروي. وبالتالي، فإن التأمل في قصة النبي أيوب عليه السلام بعد فقدانه لكل شيء إلا إيمانه وانتصار إيمانه بالنهاية يوضح لنا بشكل قاطع معنى عظمة قدر الله ورحماته الخاصة بالمؤمنين.
ختاماً، دعونا نتأمل ونستشعر الرحمة الإلهية والعناية الدائمة التي نعيش فيها جميعنا، ولكن خاصة تلك الخاصة بالمؤمن والتي تتضمن الدروس والمعجزات الخفية في حياته اليومية.