في الإسلام والشريعة، يحظى حق "العدة" بمكانته الخاصة عند وفاه الزوج. هذه الفترة الزمنية ليست مجرد فترة انتظار، بل هي أيضاً فرصة للتأمل والتذكر للأحزان التي يواجهها المرء خلال فقدان شريك الحياة. وفقاً للقوانين الإسلامية والعرف الاجتماعي، هناك مجموعة من القواعد والمعايير التي يجب مراعاتها أثناء فترة العدة.
عند وفاة الزوج، تبدأ فترة العدة بالنسبة للزوجة المسلمة مباشرةً ولا تتطلب الإعلان الرسمي عنها. عادة ما تستمر لمدة ثلاثة أشهر كاملة وتبدأ من تاريخ الوفاة الفعلي لزوجها. هذا الوقت مهم لأسباب مختلفة؛ أولاً، فهو يساعد في التأكد من عدم وجود حمل غير معروف قبل الوفاة. ثانياً، فهو يدل على الاحترام المناسب لجسد وخاطرة الأموات. أخيرا وليس آخرا، فهي فترة راحة وجديدة لإعادة بناء الذات والاستعداد للمستقبل.
خلال هذه الفترة، يُتوقع من المرأة أن تعيش حياة بسيطة ومحتشمة. وهذا يعني أنها محظورة تقليدياً من ارتداء الحلي والمجوهرات، وكذلك تجنب الملابس المثيرة والإكسسوارات الزينة الأخرى. كما تُمنع أيضاً من القيام بالسفر إلا إذا كانت بحاجة ملحة لذلك مثل العلاج الطبي أو الدراسة الجامعية وما إلى ذلك. ومع ذلك، يمكن للسيدة متابعة حياتها اليومية بشكل طبيعي دون قيود شديدة فيما يتعلق بالعمل والحياة الاجتماعية طالما أنها تحافظ على مستوى معقول من الاحتشام والأدب العام أثناء حدادها.
بالإضافة إلى التعاليم الإسلامية، قد تنطبق قوانين مدنية أخرى مرتبطة بالممتلكات والعلاقات الأسرية أيضًا خلال هذه الفترة. لذا، يجب على النساء البحث عن المشورة القانونية المعتمدة لفهم حقوقهن وأدوارهن بشكل مناسب ضمن النظام القانوني المحلي الخاص بهم.
في النهاية، تعدّ فترة العدة جزءا أساسيا وحيويا من العملية الطبيعية للحزن والصدمة الناجمة عن خسارة أحد أفراد الأسرة المقربين. إنها وقت لتذكُّر الماضي وضمان المستقبل بطريقة تحترم ذكرى العزيز المتوفى وتحفظ كرامة الأحياء كذلك.